الاثنين، 22 أغسطس 2016

كتابة الأولي للقران كانت سريانية تم ترجمت للعربية

النسخ القران القديمة كانت غير عربية

بعد حوالي 30 سنة من العثور عليها، اصبحت قصاصات الجامع الكبير في العاصمة اليمنية صنعاء موضوع دراسة وجدل ونقاش حاد بين الباحثين، وكانت صفحة آثار ومقتنيات في «الشرق الأوسط» قد نشرت في أول عدد لها في 1999/2/18 قصة القصاصات التي عثر عليها بالجامع الكبير في مخبأ سري سنة 1972 بين السقف الداخلي والسقف الخارجي للجامع ـ على اثر سقوط امطار غزيرة.

وكانت مفاجأة عندما اخرج العمال من هذا المخبأ آلافا من القصاصات والدفاتر والكتب البالية الى جانب كميات هائلة من الرقوق الجلدية مكتوب عليها بخطوط عربية قديمة، في خليط غريب تأثر بفعل الرطوبة والحشرات والفئران. وتبين بعد ذلك ان ما عثر عليه يمثل مكتبة قرآنية قديمة ترجع في تدوينها الى القرون الاولى للهجرة.

كان الجامع الكبير هو المركز الرئيسي لنشر وتعليم القرآن الكريم في صنعاء منذ السنوات الأولى للقرن الهجري الاول، وكان المشرفون عليه يقومون بحفظ الاجزاء التي تتلف أو تتمزق من المصاحف في اماكن خاصة تكريما لها. ولقد طلبت اليمن من الحكومة الالمانية المساعدة في ترميم القصاصات وصيانتها، ووافقت المانيا عام 1979 على تنفيذ مشروع صيانة المكتبة الذي بلغت تكاليفه 2.2 مليون مارك الماني، وبالفعل اعد مشروع يمني ـ الماني مشترك لترميم وتوثيق هذه المخطوطات القرآنية، وبدأ تنفيذ المشروع عام 1983 واستمر حتى عام 1996 حين تمكن الفريق من ترميم 15 الف صفحة من نسخ القرآن الكريم من مجموع المخطوطات المكتشفة التي بلغ عددها نحو 40 الف مخطوطة، بينها 12 الف رق جلدي قرآني، جرى فتحها وتنظيفها ومعالجتها وتصنيفها وتجميعها.

كذلك انجزت فهرسة الرقوق القرآنية وصورت حتى تسهل على الباحثين دراستها، ثم وضعت في دار المخطوطات في صنعاء للعرض امام الزائرين. وصورت 35 الف صورة صغيرة ميكرو فيلم ـ ارسلت الى المانيا لعرضها على الخبراء العالميين لدراستها والتعليق عليها.

وسرعان ما تبين للخبراء الألمان الذين فحصوا الاوراق وجود عشرات الآلاف من القصاصات القرآنية ضمن المكتبة، جمعت على مدى قرون طويلة من نسخ متعددة من القرآن الكريم. وعند فحص طريقة الكتابة ونوع الحروف المستخدمة، تبين للخبراء ان بعض القصاصات التي عثر عليها ترجع الى نسخ قديمة من القرآن مكتوبة بالخط الحجازي النادر في القرنين السابع والثامن، اي القرنين الأولين من التاريخ الهجري، مما يجعلها من اقدم النسخ القرآنية التي عثر عليها حتى الآن.

* ادعاءات لوكسنبيرغ

* في اكتوبر (تشرين الاول) القادم يصدر كتاب لاحد الباحثين الالمان بالانجليزية، «الكلمات السريانية الآرامية في القرآن»، يتضمن نتيجة دراسته لمصحف صنعاء وعلاقته باللغة الآرامية. وكان الكتاب قد نشر بالألمانية في فبراير (شباط) من العام الماضي، وكتبه واحد من المستشرقين الالمان مستخدما اسما مستعارا، هو (كريستوف لوكسنبيرغ) ويتحدث لوكسنبيرغ في مقدمة الكتاب عن أهمية الكتابة السريانية ـ احدى لهجات الآرامية ـ عند دراسة الكتابة العربية في النسخ الأولى للقرآن الكريم ففي الزمن الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت السريانية ـ الآرامية هي اللغة المستخدمة في بلدان الشرق الادنى (الهلال الخصيب) حتى ظهور القرآن، واستخدمت في تدوين النصوص الادبية والكتابات المسيحية، كما استخدمتها الدولة الاموية بعد ذلك في دواوينها خلال القرنين السابع والثامن. وقد لاحظ اساتذة الدراسات الاسلامية وجود بعض كلمات زعموا انها غير عربية في القرآن، خاصة الكلمات السريانية.

ويزعم لوكسنبيرغ وجود بعض الكلمات التي تغير معناها نتيجة للخطأ في قراءة التنقيط، وعند تغيير التنقيط يتضح اصلها السرياني ويمكن التعرف على المعنى الصحيح. وهو يختلف مع بعض اللغويين الذين قاموا بتنقيط أحرف الكلمات وصياغة القواعد اللغوية بعد حوالي 300 عام من جمع مصحف عثمان وتدوينه. ويتعرض الباحث الى تاريخ تطور الكتابة العربية وأهميته في فهم دلالة كلمات القرآن فهما صحيحا ويدعي ان الابجدية العربية كانت في البداية تحتوي على 6 أحرف فقط تستخدم لكتابة 26 صوتا. فعلى سبيل المثال كان هناك حرف واحد للحاء والخاء والجيم، وحرف واحد للباء والتاء والثاء والنون والياء وعلى القارئ قراءة الحرف بحسب فهمه للمعنى المقصود من الكلمة، ومع مرور الوقت اعتمد وضع النقط فوق أو تحت الاحرف لتحديد الصوت المقصود في كل حالة. ويقال ان هذا التطور في كتابة الابجدية العربية استغرق حوالي ثلاثة قرون ليكتمل وهذه هي الفترة التي ظهرت بعدها نسخ القرآن تحتوي على حروف منقطة كما ظهرت قواعد اللغة العربية. ويعتمد اسلوب لوكسنبيرغ في البحث على دراسة مفردات الكلمات العربية والسريانية، ومقارنتها بباقي اللغات السامية. والى جانب قواميس اللغة السريانية، اعتمد الباحث الالماني على «لسان العرب» الذي جمع الكثير من المفردات العربية ومعانيها، كما رجع الى تفسيرات ابو جعفر محمد بن جرير الطبري، الذي يعتبر كتابه «جامع البيان عن تأويل القرآن» اقدم كتب التفسير. ويزعم لوكسنبيرغ ان الباحثين ادركوا وجود اشارات في القرآن الى أحداث تاريخية ومصطلحات اجنبية، ذات طبيعة آرامية. وفي البداية نظر لوكسنبيرغ الى معاني كلمات القرآن كما وردت في تفسير الطبري، ثم قارن ذلك بما جاء في «لسان العرب» ولو وجد كلمة سريانية مشابهة، يقارن معناها بما جاء في التفاسير العربية.

* اختلافات

* من المؤكد ان هناك اختلافات بين نصوص القرآن الواردة في مخطوطات صنعاء وبين المصاحف التي هي الآن بين ايدينا، الا ان هذه الاختلافات تنحصر في انواع الخطوط العربية وتنقيط الاحرف وطريقة ضبط الكلمات وتشكيلها فالاختلافات ليست في المضمون وانما في طريقة الكتابة الموجودة، وتتعلق بالخطوط العربية وعلامات الضبط والتجويد والعلامات النحوية التي ظهرت في مراحل تاريخية متأخرة. وعلى ذلك فهي خلافات تتعلق بالشكل وطريقة التدوين وليس لها علاقة بنصوص القرآن الكريم، واقدم النماذج التي عثر عليها في المسجد الكبير يمثل الخط الحجازي ـ المعروف ايضا باسم الخط المكي أو الخط المدني ـ وهو أول الخطوط، العربية التي استخدمت في تدوين القرآن.

وتصعب قراءة هذا النوع من الكتابة الا على المتخصصين في الخطوط اذ ينعدم فيه التنقيط تماما، ويكون على القارئ ان يدرك ايا من هذه الاحرف هو المقصود في كل حالة.

ويلي هذا في ظهور الخط الكوفي، حيث اصبحت الحروف اكثر استقامة. وتبدأ حركات الضبط والتشكيل النحوي في الظهور في المراحل التالية، كما استخدمت النقاط للفصل بين آية وأخرى.

وبينما يرجح ان وصول النماذج القديمة من الرقوق القرآنية الى صنعاء كان من مكة أو المدينة، فإن بعضها وصل الى اليمن في عهد الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك قبل نهاية القرن الاول للهجرة، وهو الذي امر بترميم وتوسعة الجامع الكبير بصنعاء.

وليس هناك دليل على ان ايا من الكتابات القرآنية التي عثر عليها في مخطوطات صنعاء، يرجع الى مرحلة تسبق مصحف عثمان أو تحتوي على خط من الخطوط الستة التي أمر الخليفة الثالث بتركها.

فقد اتفق المسلمون على ان القرآن نزل على سبعة احرف ايام النبي وقبل تدوينه في صحائف ايام ابي بكر، ورغم اختلاف الباحثين في ما هو المقصود من الاحرف السبعة، فإن الرأي الارجح يعتبرها بمثابة لهجات قبائل الجزيرة العربية. فلما توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) ظل اصحابه يقرأون القرآن على هذه الاحرف السبعة، مما ادى الى ظهور الخلاف بينهم، لذلك قرر الخليفة عثمان جمع المصحف الامام الذي نشره بين الامصار وامر بحرق ما عداه وجاء مصحف عثمان على حرف واحد ـ هو الموجود لدينا الآن وهو يمثل العربية الفصحى ـ ومحيت ستة أحرف

.
أحمد عثمان-

http://youtu.be/0-3rVgkUGc8


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاخطاء اللغوية والإملائية في القرآن - جزء 1

أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله  لوجدو فيه إختلافا كبيرا - سورة النساء    يعتقد معظم المسلمين أن في القرآن سمات رب...