الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

هل اكتشف الأمازيغ أمريكا قبل كريستوف كولمبس بـ 15 قرنا ؟

IMG_87461-1300x866

تابوت من الذهب في كهف إلينوي في الولايات المتحدة، " قد" يكون هذا دليلا على السفر عبر المحيطات ما قبل كولومبوس بين "العالم القديم " والأميركتين ،هل اكتشف الأمازيغ أمريكا قبل كريستوف كولمبس
كثير من أسرنا الجزائرية تسمي أبناءها باسم ( يوبا JUBA ) ونردد هذا الإسم بسذاجة دون أن نعرف كنهه ومعناه ، ودون أن ندرك رمزيته في تراثنا التاريخي العريق عراقة الإنسانية نفسها ، إنه حقا من عظماء ( تمزغا الكبرى) ، سليل أمة قال عنها (مولود قاسم نايت بلقاسم ) رحمه الله فيما معناه بأنها أمة تعمل كثيرا لكن بصمت ، أمة خرصاء لم تقل عن نفسها شيئا... ، فكل ما قيل عنها قاله الخصوم ، والخصم غالبا ما يطمس الجهد أو ينسبه لنفسه .
إنها الحقيقة الغائبة عنا .... ، الحقيقة التي وُلدت من رحم اكتشاف لكنز عثر عليه في مغارة بمنطقة نائية ريفية جنوب(إلينوي ILLINOIS ) الأمريكية الواقعة إلى الشمال من ولاية كنتكي ، في مكان (ما) بين سانت لويس ، والحدود الغربية لولاية ميسوري ، حيث عُثر على ( كنز ثمين ) من قبل بحاث عن الكنوز إسمه ( Russell Burrows ) ، قصة الكنز والمعلومات الوافرة عن المكتشف يمكن الإطلاع عليها في هذا الكتاب للأمريكي :
Frank Joseph تحت عنوان
: كنز الإقليد يوبا الثاني 
The lost treasure of King Juba II .
فمن هو يوبا الثاني ؟ وكيف وصل كنزه إلى أمريكا قبل أن يكتشفها كريستوف كولمبس ب( 15قرنا؟) .
ذاك ما سأحول تبيانه إقلاعا بكم عبر ثنايا سجل التاريخ ،وإبحارا بألبابكم نحو (جزرالخالدات ) ، مرورا ب ( جزر الأعاصير) مغامرين في بحر الظلمات (الأطلسي ) مستعينين بالرياح التجارية التي تجرنا نحو خليج المكسيك .
فشدوا حبالكم وتوكلوا على الله .
يوبا الثاني أسيرا في روما
.
أحداث الواقعة كانت زمن النبي عيسى عليه السلام ، خلال منتصف القرن الأول الميلادي ، فقد كان الملك (يوبا الأول) ) في حرب شرسة ضد الرومان ، هذه الحرب التي أهلكت البلاد وأذلت الإنسان ، وقادت يوبا الإبن أسيرا عند العدو ، فنشأ( يوبا الثاني ) 52[ ق.م / 23 م في البلاط الأمبراطوري ، مولعا بالعلوم والفنون والآداب ، وعندما صار شابا زوجوه با ( كليوباترة سليني ) ابنة الملكة المصرية كليو باترة ، تفوقه ونباهته قادته إلى عرش [القيصرية بشرشال وتيبازة ] ، حيث مقر مملكته التي لا زالت آثارها شاهدة بالملموس إلى يومنا هذا ، فقد عرف الأمازيغ أيام مملكته رخاء كبيرا ، فتوحدت البلاد تحت سلطانه ، وتنوع النشا ط الإقتصادي و انفتحت أسواق العالم القديم للمنتوج الأمازيغي ، فتدفقت الأموال على البلاد ، ذاك الرخاء والعظمة لم تستسغهما روما خاصة في عهد الأمبراطور المستبد (كاليجولا caligula ) فشن جيشه حربا مستعرة على شمال افريقيا ، ورغم وفاة يوبا الثاني وزوجته كليوباترة سليني ،إلا أن الصراع الحربي تواصل في عهد خلفه (بطليموس بن يوبا الثاني ).
الرومان يريدون (كنز) يوبا الثاني .
استمرت الحرب سجالا بين الأمازيغ والرومان ، فكان الجبروت الروماني أقوى وأكثر رعبا ، فأحرقوا ودمروا ولم يسلم من جبروتهم حتى النساء والأطفال ، فكان هدف الأمبراطور المستبد الغشوم(كاليغولا Caligula ) هو الإستيلاء على كنوز الملك ( يوبا الثاني) المدفونة في الضريح الملكي الموريطاني المعروف عند العامة بقبر الرومية المتواجد بولاية تيبازة وتجدر الإشارة أنه سمي هكذا بسبب تثبيت أبواب دخيلة على الضريح بصليب مسيحي مما يفسر الإسم

إغتال الرومان الملك (بطليموس ) غدرا ، فخاف الأجداد من ضياع كنزهم [ الرمز] بعد الفوضى الحربية ، فأخرجوا محتويات الضريح الملكي ، فهرَّبُوه غربا نحو الأطلسي ، فالتاريخ لم يفصح عن مكان وجود تابوت الملك يوبا الثاني المصنوع من الذهب الخالص مع كنوزه المرفقة حسب وصيته لعله موجود في مكان ما نجهله ...... وربما في إلينوي الأمريكية ؟
حيث عرف من سكان المنطقة أن الهنود الأمريكيين كانو يتحدثون عن ملك أجنبي دفن بمنطقتهم في ظريح يعرفونه لكن نسيت المعلومة ودفنة مع الأجداد ، ولعل إحترام الهنود الأمريكيين للأرواح وتقديسهم للأضرحة له تمام الدخل في ذلك
سار الركب صوب جزر الخالدات ، ثم جزر الأعاصير ، حيث قاموا ببناء أسطول بحري تماهيا مع المهارة القرطاجية ، فأبحرت جماعة منهم ومعهم كنزهم الثمين غربا على متن سفنهم الشراعية التي تدفعها الرياح التجارية بتؤددة نحو خليج المكسيك . وبوصولهم لهذه الأرض الغريبة ساروا برا نحو الشمال الغربي بمحاذاة نهر المسيسيبي العظيم حتى وصلت رحلتهم منتهاها ومستقرها في (إلينويILLINOIS. )
وبقي الكنز الرمز مخفيا عن أعين لصوص التحف التاريخية حتى أكتشف من قبل أحد البحاث عن الكنوز الأثرية المدعود
( Russell Burrows ) سنة 1980 ، الذي كتم الخبر عن مكان وجود المغارة ، فهو يكشفُ عن التحف تدريجيا ويبيعها سرا بعد تصويرها ، وأحدث هذا الإكتشاف[ نقاشا وبحثا مستفيضا طيلة الثلاثين سنة الماضية ] بين القبول والرفض ولا زال الأمر تدور حوله الشكوك وتلوكه الألسن ، فهو قد عرض العديد من الشواهد الحية من إكتشافاته ، مثل تابوت مذهب ، رفات لبشر ، وأسلحة معدنية ، وتحف منحوتة باللغات القديمة منها( الأمازيغية ( الليبية وفؤوس رخامية ، وسيوف الخ .... ، وقد بذل المصوران (جيمس شيرتر James Schertz ) و (فريد ريدهولم Fred Rydholm ) جهودا كبرى في تصوير التحف قبل ضياع أثرها، وبعناية ودقة علمية كبيرة ،وانكب العالمان ( جاك وارد Jack Ward) و(وارن كوك Warren Cook ) ، على فحص العينات علميا ، وأثبت كوك عام 1989 فرضية هجرة جماعة (ليبية / ابيرية ) عبر الأطلسي نحو أمريكا . فقد حدد اسم ( بطليموس الأول) ابن كليوباترة سليني، والملك يوبا الثاني بوضوح، وصاغ فرضية انتقال هذه ( الجماعة الأمازيغية) عبر نهر المسيسيبي لتستقر في إلينوي ، كما استقرت جماعة منهم لاحقا في ( خاليدونيا الجديدة ) بعد نكسة ثورة المقراني في 1871 ، فالتابوت المذهب ( ليوبا الثاني ) ومرفقاته النفيسة قد وجدت لنفسها مستقرًا خفيا في بلاد (العم سام ) الأمريكية بعيدا عن أعين المُعادين للحضارة الأمازيغية والحاقدين عليها ، والطامسين لوجودها .
النتيجة :
الأمازيع وصلوا إلى أمريكا قبل كريستوف كولمبس ب 15 قرنا !.
إن كان الإفتراض العلمي صحيحا عن خبر هذا الإكتشاف ، وفاز الإثبات بعد دحض الشكوك ، فإن حقيقة اكتشاف كولمبس لأمريكا عام 1492 سيصبح سرابا كسراب حقيقة ( تسطح الأرض) و(ثباتها) و(أنها مركز العالم) ، فالإكتشافات العلمية كثيرا ما تحدث خلخلة في المعرفة الإنسانية ، لا شك وأن دقة البحث ورأي علماء الأركولوجية كفيلة بإقناع المرتجفين إلا أن يحدث اكتشاف آخر جديد ، قد يغير موازين المعرفة ويقلبها رأسا على عقب ..... ومهما كان الأمر أو يكون ..... فإن أجدادنا الأمازيغ قد ساهموا بقسط وافر في بناء صرح الحضارة الإنسانية .
عينات من المكتشف في المغارة في ضواحي إلينوي الأمريكية :

كتاب آخر مفيد 
يوبا الثاني الباحث الشغوف بالعلم
(كان يستغل أوقات فراغه في البحث و التطوير، حيث عكف على دراسة العلوم و اللغة وخاصة التاريخ حريصا على معرفة أصله تتبع نسبه حتى وصل إلى هرقل الذي تزوج من (تندجة الليبية أرملة أنتايس من الأسطورة اليونانية ، قام ببناء العديد من المباني العمومية الساحات أو المنتديات والمسارح و الحمامات والمعابد و الحدائق العامة ،تؤكد العديد من الأثار على عظمة فكر يوبا الثاني وقوة إستيعابه للعلوم خاصة في النحت و المعمار إلا أن آثار حظارته لم تحفظ لنا مع أن الكثير من المفكرين الإغريقيين إستفادو من إنتاج فكره و غزارة علمه ، بعث بالعديد من النساخ إلى عواصم العالم المتحضر ليطلع على أخر إكتشافات وإبتكارات عصره بينما نظم فرق لإستكشاف منبع النيل و جزر الكاناري
كما قيل أنه كتب مقال عن الوطن الأم سرد فيه في ثلاث مجلدات كل خصائص البلاد و العباد الجغرافيا التاريخ والمعتقدات بتياراتها (ديمقراطي في تفكيره) ، ترك الكثير من الكتابات عن الأشوريين، العرب،النباتات، التاريخ الروماني
: شهرة يوبا الثاني
إشتهر يوبا 2 كعالم و أديب و فنان ، مؤلف العديد من الاطروحات في الأدب والرسم و المسرح والتاريخ والجغرافيا والطب. وكان مسؤولا عن اكتشاف النبتة الطبية euphorbe التي أطلق عليها إسم طبيبه الخاص و أطروحته حول هذه النبتة ألهمت كثير من الأطباء الإغريق
: فضل يوبا الثاني
أعتبر العديد من المفكرين الإغريق تراث يوبا مرجعا في أبحاثهم و منطلقا لدراساتهم و سندا في نتائجهم وخاصة المؤرخين منهم مثل ليفي ، الكسندر ل ميليتس ، ديودوروس من صقلية Tite-Live, Alexandre de Milet, Diodore de Sicile،بلان الذي ذكره في كتبه كان يقول عنه كانت شهرته بسعة علمه بدل ملكه « qu il était encore plus connu pour son savoir que pour son règne » و أقام الإغريق تمثال له أمام مكتبة قرب صالة ألعاب القوى بطليموس بوسانياس وقد تميزت فترة حكمه بإحترامه لحرية شعبه و الإهتمام به
اما زوجته كليوباترا سيلني إبنة الملكة المصرية فهي صاحبة فكرة التابوت بتيبازة


الاثنين، 9 نوفمبر 2015

مكانة المراة في المجتمع الأمازيغي أمومي في الأصل مميزة عكس المجتع ذكوري في تقافة الإسلامية.



  1. المرأة تكون عادة أكثر ثقافة من الرجل.
  2. المرأة هي من تختار زوج و يعيش معها بشروطها.
  3. المراة هي التي تطلق الرجل و يرحل بما عليه من كسوة وما تجود عليه به .
  4. المرأة هي التي ترت و تحظن الأطفال تحافظ علي ترايط الإجتماعي في مجتمع...



   سكينة أبوبكر امرأة في خريف عمرها تنحدر من
إقليم «أزواد» في شمال مالي حيث موطن قبائل الطوارق البدو الذين يعيشون متنقلين في تلك الصحراء بين مالي والنيجر والجزائر وليبيا، لا يعبؤون بالحدود المصطنعة بين تلك الدول، التي يقولون إنها قسمت صحراءهم التي استوطنوها منذ آلاف السنين بين دول لا تلقي لهم بالا ولا تهتم لأمرهم.
كانت «سكينة» سيدة قريتها الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات شمال مدينة تمبكتو التاريخية بشمال جمهورية مالي، حيث تملك قطعانا من الإبل والغنم وبعض الحمير، ولها زوج يتولى رعاية الماشية وإنجاب الأطفال والسفر مع رجال القرية في رحلات جلب المؤونة والملابس وبيع الملح، فضلا عن كونها محاربا ماهرا كما هو شأن معظم رجال الطوارق، وفي بداية تسعينيات القرن الماضي ومع بدء الجيش المالي عمليات عسكرية ضد المتمردين الطوارق واجتياحه القرى والمخيمات في إقليم أزواد، نزحت «سكينة» مع المئات من بني جلدتها من الطوارق لا تحمل معها إلا ملابسها وابنيها، إلى مخيم للاجئين قرب مدينة «فصالة» الموريتانية على الحدود مع مالي، وفقدت زوجها «حمة» الذي قتل في تلك الأحداث، كما تركت وراءها ثروة كانت تملكها وتسيرها باعتبارها امرأة في مجتمع الطوارق حيث تمنحها التقاليد حق التملك واتخاذ القرار والتدبير في المجتمع وحتى اختيار شريك الحياة.
تقول «سكينة» إنها لما تيقنت من ضياع ثروتها ومقتل زوجها، قررت بدء حياة جديدة فاختارت لنفسها زوجا من الرجال الذين نزحوا إلى مخيم اللاجئين في شرق موريتانيا، وتوجهت معه إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط حيث عمل مشرفا على مجموعة من المراحيض العمومية في وسط العاصمة، أما هي فتزاول مهنة تطريز ملابس النساء مما يدر عليها دخلا متواضعا للإنفاق على أسرتها، في حين يعود الزوج كل مساء بمحصوله المتواضع ليسلمه لسيدة البيت.
عادات لا تغيرها الأيام
تقول سكينة إن عادات الطوارق وتقاليدهم لا تتزعزع رغم نكبات الدهر وتبدل الظروف، وأنه لا يوجد في الحياة ما يستحق التنازل عن تلك القيم والعادات، فحين كان الرخاء ورغد العيش وسط قطعان الابل والغنم والحمير التي ورثتها عن أمها، كانت هي المالك والمتصرف الأول والآمر الناهي باعتبارها المرأة، وحينما ضاع كل شيء في غمرة الحرب الأهلية ولجأت إلى النزوح بنت أسرتها من جديد واتخذت لنفسها زوجا، مصرة على تسير حياتها الأسرية كما كانت، فهي ربة الأسرة وهي السيدة الأولى فيها، وهي من اختار الزوج وتستطيع بفعل التقاليد أن تطلب منه متى شاءت الطلاق ومغادرة البيت - لكنها لا تنوي ذلك كما تقول - وحين تفعل فليس بإمكانه أن يأخذ معه إلا ما تعطيه.
سكينة هي نموذج للمرأة في مجتمع الطوارق الصحراوي الأمومي، الذي تعود الكلمة الفصل فيه إلى الجنس اللطيف، رغم خشونة حياة الصحراء وقساوة الطبيعة وشظف العيش، لكنها سيادة على البيت تنالها المرأة مقابل ما تؤديه من أعمال شاقة ومسؤوليات جسام في المجتمع.


المرأة تختار الزوج وتطلقه متى ما تريد!
نساء حاسرات ورجال منقبون
الطوارق مجتمع مسلم بالكامل، ويتبعون المذهب المالكي، لكن المرأة تحتل مكانة متقدمة في المجتمع، ويعرف عن نساء الطوارق أنهن حاسرات كاشفات عن رؤوسهن، بخلاف الرجال الذين تفرض عليهم العادات اللثام بشكل أقرب إلى النقاب، منذ بلوغ الواحد الخامسة عشرة من عمره حتى يدفن في قبره.
والمرأة هي سيدة المجتمع الطوارقي، فهي التي تختار زوجها وشريك حياتها لا هو من يختارها، وهي التي تملك عادة قطعان المواشي من إبل وماعز وضأن، وكلما تملكه الأسرة، وإذا تزوجها الرجل فإن عليه أن يعيش معها حيث تشاء ويقبل بإرادتها، وحين يطلقها فإنما يغادر بما عليه من ثياب، أما الأبناء والمتاع والماشية لها هي لتبدأ به حياتها مع زوج جديد تختاره لنفسها.
والنساء في مجتمع الطوارق مسؤولات عن الحفاظ على شرف العائلة وتقاليدها وعادتها، سواء تعلق الأمر بمواساة الجار والمعوز، أو العطاء عن النوائب، أو حتى قرى الضيوف، وهي عادة عرف الطوارق بالمبالغة فيها، حيث يعتبر عدم الإحسان إلى الضيف فضيحة لا تبارح مرتكبها مدى الحياة،، لذلك فما إن يقترب الضيف من الخيام حتى تهرع المرأة وتستقبله بآنية مملوءة بحليب الإبل في إشارة إلى الترحيب به، ثم تبدأ في إحسانه، وإن تعلق الأمر بضيوف عديدين فإن على نساء الحي الأخريات إرسال القرى ومساعدة ربة البيت في إكرام الضيوف.
ويعزو بعض الباحثين الاجتماعيين هذا السلوك تجاها الضيوف والسيادة في شأن البيت والمجتمع، إلى أن الرجال عادة يغيبون عن الديار لفترات طويلة تصل أحيانا إلى ستة أشهر في السنة، في رحلات بيع الملح وجلب المؤونة والطعام والكساء فضلا عن كونهم محاربين يخرجون في غزوات قد تدوم سنة أو أكثر، ما يفرض على النساء تدبير أمور الأسرة والحي، فيما يرى كثيرون أن الأمر يتعلق بعادات متوارثة في مجتمع أمومي، الطفل فيه هو ابن أمه حيث ينشأ ويتربى بين أخواله، والرجل حين يتزوج فعليه أن يقيم مع زوجته في حي أهلها، إلا إذا طلبت منه هي مغادرة تلك المرابع والعيش معها في مكان آخر.
الطلاق مفخرة لدى النساء
ومن العادات الغريبة لدى الطوراق التي يشاطرهم بعضها سكان الصحراء، هو أن تعدد الطلاق أمر تفتخر به النساء في مجتمع الطوارق، فالمرأة المطلقة تسمى «الحرة»، إذ إنها تتحرر من أي التزام للزوج، وباتت حرة في اختيار زوجها من بين رجال الحي غير المتزوجين، وكلما زادت عدد طلقات المرأة كان ذلك مدعاة لفخرها واعتزازها بنفسها، إذ يعتقد في مجتمع الطوارق أن تعدد زواج المرأة وطلاقها يمنحها فرصة لتنجب أكثر عدد من الرجال المحاربين لصالح القبيلة، فضلا عن أنه دليل على جمالها ومكانتها الاجتماعية.
كما أن المرأة تكون عادة أكثر ثقافة من الرجل، حيث تتعلم كتابة لغة الطوارق (التماشيقت)، تتلقى من المعارف أكثر مما يتلقى الرجل، كل ذلك يساهم في قيادتها الاجتماعية.

فتاة من الطوارق.. المستقبل ينتظرها لتكون سيدة مجتمع وصاحبة قرار
وتتنافس النساء عادة على خطبة الفتيان خصوصا من أظهروا بطولات وكفاءات في مهام الرجال عند مجتمع الطوارق، وللحسب والنسب مكانتهما لدى الطوارق، إذ إن المرأة عادة تختار زوجها من قبيلتها وكلما ارتفعت مكانة عائلته الاجتماعية كان مرغوبا لدى النساء، أما الرجال فيقبلون بالنساء وفقا لمعايير تخصهم، منها الجمال والمال والحسب، وحين تخطب أكثر من امرأة رجلا، فإنه يختار واحدة منهن ليصبح زوجها، وينتقل إلى حيث تقيم ليعش معها.
وللمرأة الطوارقية نوعان من الزينة، إحداهما قبل الزواج، والأخرى بعد الزواج، لكنها في كلتا الحالتين تصر على أن تبقى حاسرة وتبرز محاسنها، وليس ذلك تبرجا للرجال، بقدر ما هو تمسك بعادات المجتمع الطوارقي.
فقبل أن تتزوج الفتاة تتزين بقلائد من الخرز في عنقها وتقوم بإسدال ضفائر شعرها بعد توشيحها وتزيينها بالخرز وحلقات الفضة والحديد ذات الأشكال المثلثة والمربعة والمخمسة، وأحيانا تكون تلك الحلقات من الذهب إن وجد، هذا فضلا عن أسوار في المعاصم وخواتم في الأصابع، أما حين تتزوج المرأة فإنه يصبح من حقها أن تلبس الخلال في رجليها.

تـــاريخ المغرب و الأندلس






في العقدين 1020، 1030 سقطت الخلافة الأموية التي أسسها الأمازيغ في الأندلس عندما إنتزعوا الحكم من الفهريين و أهدوه لعبد الرحمن الداخل أول خليفة أموي في الأندلس هذا لأنهم كانوا في صراع مع ما يسمى بالفهري و كانت أم و أخوال عبد الرحمن القريشي أمازيغ من شمال المغرب لكن أخر حكام الأمويين (حفيد عبد الرحمن) تحالف مع النصارى ضد أمازيغ الأندلس وهذا ما دفعهم إلى إسقاط حكم الأمويين كما حدثنا إبن خلدون بعد ثورة الأمازيغ الثانية التي وزعوا فيها جيوشهم في الأندلس وهكذا نشأ بما يسمى ملوك الطوائف الذين قسموا الدولة إلى عدة دوليلات نذكر أهمها :

إمارة غرناطة :
بنو زيري سلالة امازيغية من شعب صنهاجة حكمت مملكة غرناطة و شيدت اهم معالمها و ينحدر بنو زيري من منطقة القبائل في شمال الجزائر وكان كبيرهم "زيري بن مناد" الذي تولى سنة 971م حكم الإمارة في قلعة آشير في الجزائر و دخل الزيريون فاس عاصمة (أوربة) الأدارسة و قضوا على حكمهم في المغرب الأقصى.

إمارة الأفطس :

بنو الأفطس سلالة امازيغية تمكنت من إقتطاع إمارة بطليوس شمال الاندلس و كان مؤسس السلالة عبد الله بن الأفطس من كبار رجالات الحكم الثاني في الدولة الاموية و تمكن بنو الأفطس بعدها لبعض الفترات من تملك غرب إسبانيا وجزء من البرتغال وذكر المؤرخون انهم تمتعوا بثقافة عالية وكانوا من رعاة الآداب والعلوم الامازيغ في الاندلس.

إمارة النون :

بنو ذي النون سلالة امازيغية قوية حكمت في شمال الاندلس, عندما قامت الثورة في الاندلس كان عبد الرحمن بن ذي النون يتولى امر مدينة شمنترية فاستدعاه امازيغ طليطلة لتولى الحكم وتسيير الامور.

إمارة بنو حمود :

بنو حمود سلالة امازيغية اسسها علي بن محمد الناصر خليفة قرطبة و حكمت في مالقة والجزيرة جنوب الاندلس ثم في قرطبة سنوات 1016-1027م و حكم في مالقة والجزيرة تسعة ملوك حماديين بينما حكم في قرطبة ثلاث ملوك.

إمارة رزين :

بنو رزين سلالة امازيغية حكمت امارة السهلة بالاندلس وقد عرف بنو رَزين هؤلاء أصحاب شنتمرية الشرق، باسم جدهم الأعلى رزين البرنسى، أحد أكابر رجال الامازيغ الداخلين إلى الأندلس في جيش طارق بن زياد وكان منزل بني رزين بقرطبة، ولجدهم رزين بها آثار كثيرة ثم نزحوا إلى الثغر، ونزلو بأراضي السهلة، وهى التي تتوسطها شنتمرية، واستقروا هنالك سادة وحكاماً.

إمارة مزين :

بنو مزين سلالة امازيغية صغيرة حكمت في شلب جنوب البرتغال أسسها أبو بكر محمد بن سعيد بن مزين و كان اخر حكامها هو المظفر عيسى بن محمد المزيني.

جمهورية قرطبة :

كانت طائفة جمهورية مستقلة ظهرت في 1031م / 422 هـ في مدينة قرطبة بالأندلس و كانت آخر من أٌعلن استقلالها. بعد تخلي الخليفة عن السلطة وفراره من قرطبة عام 1031م، أصبحت المدينة بلا قيادة. قرر مجلس الشيوخ البلدة إعطاء السلطة لأبرز شيخ فيها وهو أبو الحزم بن جهور وهو سليل احدى عبيد الامويين في الشرق الذي تم تحريرهم.

إمارة برزال :

بنو برزال سلالة امازيغية اسسوا دولتهم في قرمونة جنوب البرتغال و ينحدرون من بني يفرن احد اهم بطون زناتة و كانوا يقطنون الجزائر بأرض الزاب الأسفل والمسيلة هاجروا من المسيلة (الجزائر) في القرن 10م إلى الأندلس و كان لهم حرب في شمال افريقيا مع امازيغ صنهاجة فعمروا قرمونة وسادها الأمن وغدت قرمونة بذلك إمارة خطيرة لها أهميتها في تلك المنطقة.

إمارة هود :

بنو هود سلالة عربية حكموا في سرقسطة وقاد بنو هود حركة المقاومة ضد أتباع الموحدين في الأندلس لكن سرقسطة سقطت في أيدي الموحدين سنة 1110 وفر حاكمها عبد الملك الى الرويضة.

إمارة العامرية : 

بنو عامر سلالة عربية تولت الوزارة أو الحجابة للخلفاء الأمويين في الأندلس و مؤسس السلالة محمد بن أبي عامر الذي استطاع الاستلاء على برشلونة سنة 985م أجلاهم بنو ذي النون أصحاب طليطلة عن بلنسية، ثم مرة أخيرة عام 1085م فسقطت العامرية.

إمارة عباد :

بنو عباد سلالة عربية حكمت في إشبيلية الى حدود سنة 1085م حيث أصبح مصير المعتمد بن عباد آخر ملوك بني عباد مرهوناً بأيدي المرابطين الذين لجأ إليهم كآخر حل للإبقاء على ملكه بعدما خان المرابطين متحالفا مع النصارى وذكر المؤرخون انه استهزء بهم لكونهم امازيغ و هذا ما دفع المرابطون الى احتلال إشبيلية وانزلوا على المعتمد بن عباد العقاب فكان مصير المعتمد النفي و السجن، ثم توفى بعد ذلك في سجنه بأغمات قرب مراكش بالمغرب الاقصى.
_

ثورة الأمازيغ ضد الخلافة الإسلامية .


وقف‭ ‬ميسرة‭ ‬المطغري‭ ‬على‭ ‬وفد‭ ‬أمازيغي‭ ‬أمام‭ ‬باب‭ ‬الخليفة‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬دمشق‭. ‬طلبوا‭ ‬لقاء‭ ‬الخليفة‭ ‬لعرض‭ ‬تظلماتهم‭ ‬من‭ ‬ولاتهم‭ ‬العرب،‭ ‬فلم‭ ‬يؤذن‭ ‬لهم‭. ‬فعادوا‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬وأشعلوها‭ ‬ثورة ‬دامت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬فصلت‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭

أصبح المغرب، رسميا، بعد سنة 93/711م، جزءا لا يتجزأ من الخلافة الأموية، وولاية تابعة لها. كان والي الخليفة الأموي يستقر في القيروان، العاصمة الإقليمية، ويعين عماله في باقي مناطق الغرب الإسلامي: تلمسان، طنجة، الأندلس، السوس (تعني كلمة سوس خلال تلك الفترة كل ما يقع جنوب واد سبو). بعد موسى بن نصير، «الفاتح» الفعلي للمغرب الأقصى، تناوب على حكم المغرب ثمانية ولاة، تباينت سيرهم وعلاقتهم بسكان البلاد، الأمازيغ.

دخل الأمازيغ الإسلام في أغلبهم وصاروا يشتركون في المعارك التي يخوضها جيش المسلمين، إلا أن علاقتهم بدمشق ظلت متوترة في أكثر الأوقات، بسبب سياسة الولاة الأمويين. رغم ذلك، ظلوا، كما ينقل الطبري‭ ‬في تاريخه، «من أسمع أهل البلدان وأطوعهم»، قبل أن تنفجر ثائرتهم سنة 740م/122هـ، في ثورة شاملة دامت ثلاث سنوات، فصلت المغرب، وإلى غير رجعة، عن الخلافة الإسلامية في المشرق، ودقت مسمارا جديدا في نعش الخلافة الأموية التي لم تستطع الاستمرار سوى سنوات قليلة، حتى دهمتها الرايات السود من خراسان (رايات العباسيين). ثورة أشعلها أمازيغي باسم عربي، ميسرة المطغري، لم يكتب له أن يبقى حيا ليشهد نجاح الثورة، بعد أن قتله رفاقه في منتصف الطريق.



نبدة  عن شخصية 

كان ميسرة المطغري شيخ قبيلته والمقدم فيها، وهي قبيلة مدغرة أو مطغرة، بطن من قبيلة مكناسة إحدى بطون زناتة. قام عبيدة السلمي بتولية أربعة ولات على الأندلس (حيث كانت ولاية الأندلس تابعة لولاية المغرب) وفي عهد هشام بن عبد الملك عزله وولى بدلاً منه عبيد الله بن الحبحاب السلمي الذي كان جائراً مع الأمازيغ مما أدى إلى قيام الثورات في المغرب. فأرسل الأمازيغ ميسرة المضغري على رأس وفد إلى الشام لمقابلة الخليفة هشام بن عبد الملك والشكاية له عن مايحدث لهم من طرف الولاة، كان وزير هشام بن عبد الملك هو الأبرش الكلابيفمنعهم من مقابلة الخليفة. غضب الوفد مع ميسرة وعادوا إلى شمال أفريقيا وأعلنوا الثورة وقتلوا والي هشام بن عبد الملك على طنجة واتبعوا دعوة الخوارج الصفرية وتولى أمرهم ميسرة واحكم قبضته على بلاد الأمازيغ.

مصادر  

يقول ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون

وبلغ الخبر بذلك إلى هشام بن عبد الملك فسرح كلثوم بن عياض في اثني عشر ألفاً من جنود الشام وولاه على إفريقية وأدال به من عبيد الله بن الحبحاب‏.‏ وزحف كلثوم إلى البرابرة سنة 123 هـ حتى انتهت مقدمته إلى وادي سبو من أعمال طنجة فلقيه البرابرة هنالك مع ميسرة وقد فحصوا عن أوساط رؤوسهم ونادوا بشعار وكان ذكاؤهم في لقائهم إياه أن ملؤوا الشنان بالحجارة وربطوها بأذناب الخيل تنادي بها فتقعقع الحجارة في شنانها ومرت بمصاف العساكر من العرب فنفرت خيولهم واختل مصافهم وانجرت عليهم الهزيمة فافترقوا وذهب بلج مع الطلائع من أهل الشام إلى سبتة... ورجع إلى القيروان أهل مصر وأفريقية وظهرت الخوارج في كل جهة واقتطع المغرب عن طاعة الخلفاء ‏..‏ابن خلدون - تاريخ ابن خلدون.[1]



يقول ابن عذاري في كتابه البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب

...وفي سنة 122 كانت ثورة الأمازيغ بالمغرب فخرج ميسرة المدغري وقام على عمر بن عبد الله المرادي بطنجة فقتله وثارت البرابر كلها مع أميرهم ميسرة ثم خلف ميسرة على طنجة عبد الأعلى بن حديج وزحف إلى إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب إلى السوس فقتله ثم كانت وقائع كثيرة بين أهل المغرب الأقصى وأهل أفريقية يطول ذكرها وكان المغرب حينئذ قوم ظهرت فيهم دعوة الخوارج ولهم عدد كثير وشوكة كبيرة وهم برغواطة وكان السبب في ثورة الأمازيغ وقيام ميسرة انها انكرت على عامل ابن الحبحاب سوء سيرته كما ذكرنا وكان الخلفاء بالمشرق يستحبون طرائف المغرب ويبعثون فيها إلى عامل أفريقية فيبعثون لهم الأمازيغ السنيات فلما أفضى الامر إلى ابن الحبحاب مناهم بالكثير وتكلف لهم أو كلفوه أكثر مما كان فأضطر إلى التعسف وسوء السيرة فحينئذ عدة البرابر على عاملهم فقتلوه وثاروا بأجمعهم على ابن الحبحاب. ابن عذاري - البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب



وبعد أن قتل الأمازيغ خليفتهم ميسرة المضغري بايع الأمازيغ على أنفسهم الخليفة خالد بن حميد الزناتي الذي هزم الأمويين وطرد العرب من المغرب وغرب الجزائر إلى الشرق. وتفرق أتباع ميسرة في شتى بلاد المغرب منهم طريف بن ملوك وابنه صالح بن طريف الذين أنشؤوا دولة لهم في تامسنا. قبل ظهور المرابطون كإمبراطورية وحدة المغرب و جزء كبير من إفريقيا و الأندلس, حكم بلاد المغرب الأقصى عدة دويلات أو تجمعات قبلية، أبرزها أربع شوكات قوية لها وزنها:
برغواطة وغمارة ومغراوة في الوسط والشمال وطوائف من الشيعة البجلية والملتمين (قبيلة لمتونة) في الجنوب.




تورة الأمازيغ علي خلافة الأموية و إسقاطها تاريخ الأمويين الأسود.








التاريخ الأسود للأمويين الدمويين بالأندلس بدأ مند الفتح الأمازيغ لتلك الأراضي بجهدهم و تضحيتهم بدمائهم و قتالهم شرس  و إنتهي بنكران الجميل و الإقصاد و عنصرية إتجه الأمازيغ  و الإرهاب العربي قصة خبانة و عنصرية مريرة من ظلم و ظغبان
دوما العرب  في كتبهم يحاولون قفز علي أحدات  لترويج لصورة خبالبة جميلة عن أنفسهم و إشباع نرجسيتهم من بطولة و شهامة عكس الحقيقة
, غير أن التاريخ يدون   كل شيئ بلا تحيز
 فإن تاريخ الأمازيغ فى الأندلس عرف مراحل مند الفتح الامازيغي الي تورة الأمازيغ ضد الخلافة وسقوط "الدولة الأموية بما يعرف ب "ثورات البربر.


اجتاز القائد الأمازيغي طارق بن زياد على رأس 12 ألف جندي أمازيغي أرض تامازغا عبر مضيق سبتة متجها نحو الأندلس من أجل نشر الديانة الإسلامية بأوربا. وحينما وطئت قدماه أرض الأندلس حاصرته الجيوش القوطية الأندلسية، ولأجل رفع معنويات الجنود الأمازيغ ألقى طارق بن زياد خطبته المشهورة على جيشه أثارت في نفوسهم الحماس في القتال، وساعدتهم في تغلبهم على الجيوش القوطية التي كانت تحاصرهم.
بعدها تقدم طارق بن زياد نحو الشمال، وفي منطقة شدونة بوادي لكة انتصر على الملك القوطي الأندلسي (Rodrigo) بعد معارك قوية وطاحنة، دامت حوالي أسبوعا. ثم بعدها توغل طارق في عمق الأندلس، غازيا ومستوليا على عدة أماكن، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة كورتي تاكزا ومورور، وفي مدينة استجة أسس قاعدة عسكرية، ومن هناك كان يرسل جيشه إلى مختلف مناطق الأندلس بعد أن قسم جيشه إلى سرايا حربية، فسرية أولى أرسلها إلى مدينة قرطبة، وسرية حربية ثانية في اتجاه رية وإلبيرة بقيادة مغيث الرومي، وسرية حربية ثالثة في اتجاه جيان وتدمير، وسارت بقية الجيش بقيادة طارق بن زياد نحو طليطلة بعد أن تم الاستيلاء على المناطق المذكورة، وترك فيها حاميات عسكرية لحاميتها وإدارتها.
 وبفضل حنكة طارق بن زياد وخططه الحربية المدروسة المتسمة بالسرعة في التنفيذ والهجوم، من أجل تجنب أي تجمع جديد للجيوش الأندلسية، استطاع طارق أن يستولي على مدينة طليطلة، ومدن أندلسية أخرى، وعن فروسية طارق يقول إبراهيم بيضون "طارق دائما رجل المهمات الصعبة منذ أن عرفته الجبهة الإفريقية مقاتلا عنيدا وقائدا بارزا"(1)، ويقول عنه الحجي أيضا: "كان طارق عسكريا ناجحا وقائدا ممتازا، مخلصا للإسلام متحمسا لنشره"(2). بعد تمكن طارق بن زياد من إخضاع مدينة طليطلة، أصبحت مركزه العسكري، ومن هناك أرسل جيشه إلى وادي الحجارة وأمايا وإشبيلية، وهذه الأخيرة، فتحت صلحا دون إراقة الدماء في شتاء سنة 711م.


كان طارق بن زياد يكتب إلى موسى بن نصير بانتصاراته، وما يفيد ذلك، يقول الحميري: "فركب طارق البحر إلى الأندلس من جهة مجاز الخضراء منتهزا فرصة أمكنته، فدخلها وأمعن فيها، واستظهر على العدو بها، وكتب إلى موسى بن نصير بغلبته"(3). وقد كان موسى بن نصير ينتظر بفارغ الصبر خبر الغزو، لينقض على مكاسبه، وهكذا بعد عام من الغزو في سنة 712م وصلت أولى الموجات العربية إلى الأندلس بقيادة موسى بن نصير على رأس 8 ألف مقاتل، وما أن حلت هذه الجيوش بأرض الأندلس، حتى عملت على احتلال الأراضي التي فتحها الأمازيغ، والانقضاض على مكاسبه. ويورد دوزي في هذا الصدد: "إن النصر قد تم في الأندلس على يد البربر المقيمين في شبه الجزيرة ولم يفعل موسى والعرب غير جني ثمار النصر"(4)، ويضيف دوزي فيقول: "لقد كانوا الفاتحين الحقيقيين للبلاد، أما موسى وأصحابه العرب فلم يعملوا أي شيء غير جني ثمار انتصار طارق والاثنا عشر ألف بربري على جيش القوط"(5). وعن سبايا موسى بن نصير، يورد أحمد بن خالد الناصري: "قال أبو شعيب الصدفي: لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا بن نصير، ونقل الكاتب أبو إسحاق بن القاسم القروي المعروف بابن الرقيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمة"(6).

 عند وصول موسى بن نصير إلى مدينة طليطلة، المقر العسكري لطارق بن زياد، نشب خلاف وشجار بين طارق بن زياد وموسى بن نصير. وعن أهم أسباب الخلاف،
أن موسى بن نصير قبل أن يصل إلى الأندلس كتب إلى طارق بن زياد يطلب منه وقف سير الغزوات، وهذه المطالب تعكس نوايا غير حسنة، فالقائد المشرقي كان يخشى من شهرة طارق عند الخليفة، ومكاسب الغزو الأمازيغي، وهذا ما نفهمه من كلام "الرقيق": "وبلغ موسى أن طارق بن زياد فتح الأندلس ودخلها، فخاف أن يحظى بذلك عند الخليفة، فغضب غضبا شديدا"(7)، وفي نفس السياق يورد ابن كثير أن موسى "كتب إلى طارق يتوعده لكونه دخل بغير أمره، ويأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به"(8). وعند اقتراب عودة موسى بن نصير إلى المشرق عمل على وضع ابنه عبد العزيز حاكما على الأندلس، وبمكره وخبثه والعنف الممارس على الأمازيغ، استطاع أن يرغم الأمازيغ على الاستقرار بالشمال في جبل طليطلة كي يشكلوا درعا وحصنا بشريا أمام كل هجوم محتمل للجيوش الأندلسية، الذين يتواجدون هم أيضا في جبال جليقية، في حين أصبح قومه العرب يحتكرون جميع المناصب والمواقع الحساسة، ويغرقون في الهبات والعطايا والأكل والشراب ويستمتعون في إشباع لذاتهم وشهواتهم في الجنس والرقص مع النساء والفتيات الجميلات الشقراوات بقرطبة وغيرها من المدن الأخرى الآمنة والمحروسة من قبل الجدار الأمازيغي في الشمال، يقول دوزي: "… فاستأثر العرب بالأندلس الجميلة الخصبة، وأقصوا البربر إلى الشمال في المناطق القاحلة"(9).

ويورد ليفي بروفنسال أيضا أن: "البربر استقروا في المناطق الجبلية لأن العرب استحوذوا على الأراضي الخصبة دونهم، وطردوهم نحو الجبال والهضاب الجافة"(10). في مقابل ذلك، كان طارق بن زياد يواصل إتمام طريق مشواره في رفع راية الإسلام في بلاد الأندلس، ولم يكترث بحقد وسبايا موسى بن نصير وجشع أذياله العرب، وقاد جيشه في غزواته إلى الثغر الأعلى بمنطقة سرقسطة وبرشلونة وأربونة، وبعض مناطق الجنوب بماردة وولبة وإكشبونة ولشبونة وطركونة، وفي منطقة جليقية كانت الجيوش الأمازيغية ترد وتهاجم الجيوش المسيحية التي تعسكر بجبال جليقية، وبها توقفت غزوات طارق بن زياد عقب استدعائه من قبل موسى بن نصير من الشام بدمشق العاصمة الأموية، التي كانت فيها نهاية طارق بن زياد على يد العرب، ويعتبر موسى بن نصير المتهم الأول في اغتياله نظرا للخلاف والحقد الذي يكنه له.

الأمازيغ في الأساطير العربية وبين أسطورة ”الشريف“:

مع مجيء لعرب إلى الأندلس، وتزايد دفعاتها انطلاقا من دفعة موسى بن نصير إلى الدفعات العربية الأخرى، التي كانت تصرفاتها تتراوح بين السطو والسلب والسبي والبحث عن مزيد من الرقيق والغنائم، بعدما مروا بغنائم تامزغا، عملوا على احتلال الأراضي الأندلسية التي غزاها الأمازيغ، واعتبروها جزءا من الأرض العربية الكبرى!، وقام هؤلاء العرب -أهل نهب وسبي- بتأسيس دولة بني أمية بالأندلس على أساس مبدأ "وحدة عرقية قريشية" يحكمها العرب بالنسب، وحصرت الخلافة في قريش انطلاقا من أسطورة "النسب الشريف" واعتمادهم لسياسة "الميز العنصري" وإذلال القوميات الأخرى، بما فيهم الأمازيغ، حيث أصبح المسلمون صنفين، صنف من الدرجة العليا والرفيعة ويمثله العرب؛ أي الشعب المختار، ويحظى بكل الامتيازات المادية والمعنوية، وصنف من الدرجة الثانية، ويهم غير العرب، كما هو حال الأمازيغ، الذين كان نصيبهم التهميش والدونية والمعاملة القاسية، كما يفيد ذلك ابن حيان بقوله: "توليتهم أدنى المراتب وتقديم أدنى الأجور واستعمالهم في الأعمال الشاقة"(11)، إضافة إلى هذا، فالأمازيغ تعرضوا للاحتقار والكراهية الشديدة وهجمات عنصرية شرسة، وفظاعات شنعاء كثيرة من العرب، إلى درجة أن الكتاب والمؤرخين العرب لم يستطيعوا إخفاء حقدهم وحقد المورسكيين العرب على الأمازيغ في كتبهم، فمثلا الحقود ابن حيان يقول في أحد عناوينه: "خبر فتح سبتة، فرضة العبور الأسهل إلى بلد العدوة، ومبتدأ الوغول في مخالطة أهلها، أمم البرابرة المنكرة الذين أحلوا بعد حين ببلد الأندلس الفاقرة"(12)، ونفس الشيء يتكرر عند ابن حزم "الكذاب"، يقول: "إن كفار البربر كانوا أشر كفار، فإنهم ليسوا أهل كتاب ولا ارتباط بشرع، وكذلك مسلموهم شرار المسلمين وأكثرهم عاجلة"(13). ونفس الشيء نجده أيضا عند الحقود ياقوت الحموي، يقول: "والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة، ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط"(14). كما عملت الكائنات العربية المتوحشة المتاجرة في الدين بتغطية حقدها وعدائها على الأمازيغ بغلاف ديني، وحتى تحقق أهدافها وأغراضها الخسيسة القذرة أكثر، اخترعت أحاديث كاذبة ومنافية للإسلام وتتعارض مع مبادئ صاحب الرسالة، ووصلت بهم الوقاحة أن نسبوها للرسول كما هو الشأن بالنسبة لهذا الحديث: "جئت إلى النبي (ص)، ومعي وصيف بربري، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربري يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه، وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه، فقال الله: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا"(15). وفي حديث آخر جاء فيه: "ما تحت أديم السماء وعلى الأرض خلق شر من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري"(16). وفي حديث آخر ورد فيه: "قال رسول الله (ص) نساء البربر خير من رجالهم، بعث إليهم نبي فقتلوه، فتولت النساء دفنه، والحدة عشرة أجزاء وتسعة منها في البربر وجزء في الناس"(17)، وفي حديث آخر ذكر أن الرسول (ص) قال: "إن البربر لا يجاوز إيمانهم تراقيهم"(18).

يتضح مما سبق، أن صورة الإنسان الأمازيغي اتجاه العرب، تأسست على أوهام وأساطير خرافية غلفت بالدين الإسلامي، والبعيدة كل البعد عن الحقيقة والمنطق.

وأن سياسة العرب تشكلت من "سمو العنصر العربي" المنطلقة من المفهوم العنصري "فضل العرب على العجم" وجعل النسب القريشي الشريفي أساس التمايز الطبقي والشرف، والذي يوازي شعارها القومي "جعل كلمة العرب هي العليا". وكل هذه العناصر العنصرية تدخل ضمن الأساطير المؤسسة لدولة بني أمية بالأندلس. هكذا استولت الأرستقراطية العربية الحاكمة بالأندلس على جل الأراضي الصالحة للزراعة، وتمتعت بامتيازات لا حصر لها، طاردين العجم الأمازيغ نحو الجبال في الشمال، ولم يهتم الجشعون العرب في تقسيم الثروات والغنائم، بشكل عادل ومتوافق مع الشرع الإسلامي، مع العلم أن غزو الأندلس كان عملا أمازيغيا محضا، ويقتضي الشرع أن يكون أكثر المستفيدين من مكاسب الغزو، ويورد ابن حزم في هذا الصدد: "إن الأندلس لم تخمس كما فعل رسول الله فيما فتح، ولا استطيبت أنفس المستفتحين وأقرت لجميع المسلمين كما فعل عمر رضي الله عنه فيما فتح، بل نفذ الحكم فيها بأن لكل يد ما أخذت"(19). في حين يقول الزهري بأنها وزعت على طريقة قانون الغاب: "لما فتح المسلمون بلاد الأندلس، أخذ القوي بقوته والضعيف بضعفه، ولم تنقسم على الحقيقة"(20). كما تعرض الأمازيغ لاضطهاد ومآسٍ كثيرة من الجشعين العرب، ويعبر عنه هذا النص بوضوح: "وقد مثل والي الأندلس بالمغاربة الذين كانوا يفدون كثيرا إلى إسبانيا, أنزل بهم أشد العقوبات لما أخفوا بين أيديهم من كنوز الأموال وطرحهم في غياهب السجون ترهقهم الديدان والقمل مصفدين بأغلال الحديد، وجعل يعذبهم بضرب السياط ويشتد في إساءتهم ومحاسبتهم، ويتولاهم بأشد العقوبات، وقد تجلى رد الفعل على هذه المعاملة بثورة محلية صغيرة في الشمال معروفة باسم مونوسه"(21)، إضافة إلى هذا، الأمويون انتهجوا "سياسة الميز العنصري" و"سياسة إذلال الأمازيغ"، وهذا ما يشير إليه صاحب "أخبار مجموعة"، حيث "فاخر حفص بن ميمون (الأمازيغي) غالب بن تمام (العربي) ففضل مصمودة على العرب فضربه غالب بالسيف فقتله، فلم يكن من الأمير في ذلك نكير"(22)؛ أي لم يقتص الأمير "الظالم" عبد الرحمن الداخل من القاتل، بل قام هو وجماعته من عرب قريش بحماية القاتل غالب بن تمام، وما يفيد ذلك، أن وهبا صرح بعد مقتل أخيه حفص بن ميمون بقوله: "والله لئن تغضب لنا قريش ليغضبن لنا سبعون ألف سيف"(23).

خلاصة على ما سبق، يتضح أن السياسة التي انتهجتها الدولة الأموية اتجاه الأمازيغ، تحمل الكثير من العنصرية والابتزازات والإهانات المتكررة، حيث أصبحت معاملة الأمويين قاسية وهمجية تصل في كثير من الأحيان إلى العنف والتعذيب والقتل، واغتصاب النساء، كما قام هؤلاء العرب المتعصبون لعروبتهم ونعرتهم القريشية بإقصاء الأمازيغ من دوائر المسؤوليات وميادين النفوذ السياسي ومجالات الانتفاع الاقتصادي، دون إعارة أي انتباه لتعاليم الإسلام المساواتية.

الأمازيغ في مواجهة الإرهاب العربي: أمام انتشار الظلم والطغيان الأموي، بشكل قوي، قام السكان الأمازيغ بتشكيل كتلة واحدة في جميع مناطق الأندلس، وأعلنوا الثورة على الطغاة الولاة الأمويين، دفاعا عن كيانهم وحقوقهم الضائعة، وضد السياسة الأموية القائمة على التمييز لعرقي، وضد كل أشكال الاستغلال والاستعباد والذل والهوان، وسرعان ما تحولت الثورة إلى ثورة عارمة على الحكم الأموي بأكمله، وخلعوا طاعة الخليفة، وبايعوا زعماءهم الأمازيغ في سنة 746م، التي تزامنت مع ثورة قادها الزعيم الأمازيغي ميسرة المطغري –ربما اسمه المدغري- وخليفته حبيب بن حميد الزياني ضد المحتلين العرب، دفاعا عن أرض تامازغا وقيم تيموزغا، وحقق البطل الأمازيغي ميسرة المطغري، الذي يلقب في الكتب التاريخية العربية بميسرة الحقير والسقاء والخفير والفقير، ملاحم بطولية على وادي نهري سبو وشلف بانتصاره وسحقه للجيوش العربية المستعمرة، وبوصول أخبار الملاحم البطولية التي حققها الجيش الأمازيغي بتاماغا إلى الأندلس، ازداد الشعور القومي عند الثوار الأمازيغ بالأندلس واتخذت الثورة في البداية شكل مطاردة العناصر العربية العنصرية، ثم توجه الثوار نحو مدينة طليطلة قصد السيطرة عليها، وزحفوا نحو العاصمة قرطبة وحاصروها من الشمال والجنوب، وألحق الجيش الأمازيغي خسائر وهزائم متكررة على جيش والي الأندلس قطن ابن عبد الملك، وهذا الأخير أدى به الوضع إلى طلب المساعدة والاستنجاد من أحد خصومه يدعى بلج بن بشر القشيري، الذي كان محاصر من طرف الجيوش الأمازيغية بمدينة سبتة الأمازيغية، ولبى بلج بن بشر الدعوة وانتصر المبدأ الجاهلي العربي "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، حيث سارعت فلول جيوش بلج بن بشر إلى الأندلس، وزادت من قوى جحافل العساكر الأموية بالأندلس، وانعكس ذلك في توقف الزحف الأمازيغي بانهزامه في وادي سليط بنواحي طليطلة، ومع توالي كثير من المعارك غير المتكافئة على الجيش الأمازيغي، أصبح هذا الأخير مشتتا إلى تيارات وخلايا كثيرة. وإلى هذا يشير صاحب "أخبار مجموعة: "وقتلهم العرب بأقطار الأندلس حتى ألحقوا فلهم بالثغور وخفوا عن العيون"(24). وقد سهل هذا لدى الجيوش الأموية الدموية بممارسة أعمالها المفضلة من السلب والسبي والسطو وإحراق ممتلكات الأمازيغ، واغتصاب النساء والفتيات القاصرات…

كل هذه الأعمال القذرة لم تشف غليل مجرم الحرب بلج بن بشر وزبانيته الإرهابيين، إذ عملوا على تصفية وإبادة الوجود الأمازيغي من الأندلس، بمطاردة الأمازيغ في جميع أقطار الأندلس، وفي هذا المعنى، يذكر المجهول صاحب "أخبار المجموعة": "إن رجال بلج بن بشر تتبعوهم بأرض الأندلس يقتلونهم حتى أطفأوا جمرتهم"(25). أما من حالفهم الحظ، ونجوا بجلدهم من المجازر البلجية الإرهابية فمنهم من احتموا في المناطق الجبلية المرتفعة، ومنهم من التجأوا إلى المناطق البعيدة عن معسكر "قوى الشر"، وهذا ما يفهم من كلام ابن عذاري: "وتفرق أهل الربض (تعني الضاحية أو الحي) في جميع أقطار الأندلس"(26). وأصبحت تحركات الأمازيغ في هذه المرحلة، تتسم بنوع من السرية التامة، حماية لأنفسهم من بطش السيوف العربية الدموية، وقد انعكس ذلك بعودة نسبة كبيرة إلى أرض الوطن بتامازغا. ويذكر البكري أن من بين من عادوا إلى أرض تامازغا صالح بن طريف البرغواطي(27) الذي أسس في سنة 744م دولة برغواطة الأمازيغية.

بعد استيلاء بلج بن بشر على عدة مناطق التي كان يسيطر عليها الأمازيغ، وبعد أن قويت شوكته، أعلن عن وفاة التحالف العسكري الرجعي الذي يربط بينه وبين قطن بن عبد الملك، وقاد تمرد اعسكريا ضد هذا الأخير، وقد انعكس ذلك بمشاركة بعض الجنود الأمازيغ إلى جانب قطن بن عبد الملك، بدافع نيل ثأرهم من المجازر البلجية الرهيبة، وخلال هذه الفترة نحالف الأمازيغ أكثر من مرة مع جيوش أخرى، إما بدافع أخذ الثأر أو من أجل استعادة الحقوق الضائعة والمسلوبة منهم من طرف العرب، كما هو الحال عندما تحالف بعض الأمازيغ مع ابن حفصون بفعل شعاره الذي يقول: "طال ما عنف عليكم السلطان، وانتزع أموالكم، وحملكم فوق طاقتكم، وأذلتكم العرب، واستعبدتكم، وإنما أريد أن أقوم بثأركم وأخرجكم من عبوديتكم"(28).

خلال سنة 767م، ظهرت حركات ثورية قوية في عدة مناطق ذات التواجد الأمازيغي ضد الطاغوت الأموي، وتبقى أشهرها حركة قادها الثائر "المكناسي" الذي يختلف حوله المؤرخون عن اسمه الكامل، فابن الأثير يجعل اسمه شقيا ابن عبد الواحد المكناسي(29) في حين يورد صاحب "أخبار مجموعة" اسمه سليمان بن عبد الواحد(30). وتعد ثورة الثائر الأمازيغي من أطول الثورات الأمازيغية ضد الحكم الأموي التي شهدتها الأندلس منذ غزوها حتى منتصف القرن التاسع ميلادي، إذ بفضل وحدة أتباعه وأسلوبه العسكري القائم على حرب العصابات، استطاع الزعيم الأمازيغي "المكناسي" أن يصمد في وجه الطاغية الأموية لأكثر من عشر سنوات، وقاد أولى عملياته العسكرية في شرق الأندلس بمدينة شنتبرية ذات الأغلبية السكانية الأمازيغية، وعقب نجاح حركته الثورية واستيلائه على مدينة شنتبرية، تقاطرت عليه مدن أخرى ذات الأغلبية السكانية الأمازيغية تبايعه وتدعمه في ثورته ضد الحكم الأموي، حيث انضمت إليه كل من ميدلين وقورية وماردة بقيادة عباس بن قلعوش الذي يعرف بأبي مكانة المصمودي. وبهذا صارت المناطق الممتدة بين شنتبرية حتى ماردة تابعة له، وتحت السيطرة الأمازيغية، مما أصبح يشكل تهديدا قويا على الدولة الأموية الناشئة بالأندلس. وأسطورتها "القومية العربية الشريفة"، وأدى ذك عند الديكتاتوري "الشريف" عبد الرحمن الداخل رئيس الدولة الأموية، إلى شن حملات عسكرية كثيرة على الثوار الأمازيغ، إلا أن حملاته باءت بالفشل، فدفع به الوضع إلى الاستعانة بالخبث والمكر العربي، حيث عمل على تطبيق "سياسة فرق تسد"، بتعيين في سنة 772م والٍ منافس "للمكناسي" في المنطقة يدعى هلال بن عامر المديوني الذي سبب في إضعاف وشق صفوف "المكناسي" وتشتيت القاعدة الشعبية بالمنطقة، يقول ابن عذاري في هذا الصدد: "فكان في ذلك الراحة منه وتفرقت كلمة البربر"(31). لكن الأموي عبد الرحمن الداخل لم يكتف بإبعاد حلفاء "المكناسي" عن طريق عقابهم وتخريب وإحراق مدنهم، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة قورية التي تعرض سكانها سنة 775م لإبادة جماعية وإحراق دورها وقتل وأسر زعمائها ويورد صاحب "أخبار مجموعة" في هذا الصدد: "أنزل بكل من شياعه وأدخل في شيء من أمره النكال وهو يخرب ويحرق وينسف"(32). ويذكر ابن عذاري أيضا: "دوخ بلاد البربر وقتل منهم خلقا كثيرا وأذلهم، وأخذ أبو مزكانة المصمودي، وهو عباس بن قلعوش"(33). إضافة إلى هذا، قام السفاح عبد الرحمن الداخل بحملات دعائية كثيرة ضد المكناسي وأتباعه، كخارجين عن الجماعة، وعن طاعة خليفة الله (أي طاعة السفاح) وكفار… كل هذه العوامل الإرهابية أدت إلى تراجع حركة "المكناسي" وانزوائه في قرية العيون بمدينة شنتبرية معقل حركته، لكن أيادي السفاح وصلت إلى المنطقة واغتالته، فجدد الثورة من بعده وجيه الغساني، معتصما بجبال إلبيرة إلى أن قتل.

بعد نكبة أتباع المكناسي، شهدت الأندلس سلسلة من الانتفاضات الأمازيغية ضد الأخطبوط الأموي الإرهابي، وامتنعت جل المناطق التي يسيطر عليها الأمازيغ عن دفع الضرائب والجبايات، كما هو حال منطقة كورتا تاكرنا التي عرفت بدورها سلسلة من الثورات المتعاقبة على الحكم الأموي، وكذلك منطقة مورور التي شهدت سنة 788م ثورة قادها إبراهيم بن شجرة البرنسي على الحكم الأموي، وخمدت ثورته بعد أن قتل في قتال عنيف ومقاومة شديدة، ثم جددت الثورة بالمنطقة سنة 816م.

وتبقى منطقة ماردة من أكثرها مواجهة للإرهاب العربي، ففي سنة 806م انتفض سكان المنطقة على الحكم العربي، بقيادة الزعيم الأمازيغي أصبع بن عبد الله وانسوس المكناسي ودامت الثورة سبع سنوات، ثم جددت الثورة بماردة سنة 828م بزعامة القائد الأمازيغي محمود بن عبد الجبار بن راحلة الذي ينحدر من شمال غرب تامازغا من قبيلة آيت طريف، وشاركت إلى جانبه في الثورة المرأة الأمازيغية وعلى رأسها أخته جملة أو جميلة(34). وهذه المرة، أعد السفاح الثاني عبد الرحمن الثاني للأمر العدة، وخطط لسياسة عسكرية صارمة، استهدفت تطويق وحصار المنطقة لمدة أربع سنوات حتى خمدت الثورة، وأنهى أمير الدمويين عبد الرحمن الثاني تمردا بالمنطقة بقسوة بالغة ورهيبة، حيث تعرض أهالي ماردة لإبادة جماعية، لم يستثن منها الأطفال والعجرة، أما الناجون من مجازر سيوف الأمير السفاح، فمنهم من التجأوا إلى المناطق الجبلية البعيدة، ومنهم من التجأوا إلى المناطق التي يسيطر عليها ألفونسو الثاني، كما هو الشأن بالنسبة لمتزعم الثورة محمود بن عبد الجبار بن راحلة وأخته جملة.

وبعد أن مكثوا مع ألفونسو الثاني سبع سنوات، تمردوا عليه، واحتلوا حصن سانت كريستين ومنه كان الزعيم الأمازيغي محمود بن عبد الجبار بن راحلة يهاجم الجيوش المسيحية إلى أن حاصره ألفونسو الثاني وقتله في سنة 840م، ويذكر لنا ابن سعيد عن محمود أنه: "بقي مجدلا في الأرض حينا، وفرسان النصارى قيام على ربوة يهابون الدنو إليه ويخافون أنها حيلة منه"(35). بعد احتلال العرب لمدينة ماردة انتفض بالمنطقة مرة أخرى السكان بقيادة مسعود بن تاجيت المصمودي ضد الحكم العربي، وأصبح الأمازيغ أسيادا على المنطقة بعد انتزاع الحكم من العرب، ونفس الشيء عرفته مدينة طليطلة، عندما انتفض أمازيغ أيت بونون (بنو ذي النون) على العرب، وأصبحوا أسيادا على طليطلة، ثم سيطروا بعده على كل من شنت برية وحصن وبذة بكورة جيان ثم على شاطبة والجزيرة من كورة فلنسية ومدينة فلنسية. وكذلك شهدت أشتبين… وفي المنطقة الممتدة بين إشبيلية وقرطبة وأحوار قرمونة شهدت ثورة ضد الحكم الأموي، قادها زعيم أمازيغي يدعى في الكتب العربية "الطماشكة". وعرفت كذلك منطقة مكناسة الأصنام ثورة على الحكم الأموي، فتعرضت لهجوم ابن مروان الأموي، وبنفس السنة تعرضت أيضا مكناسة لهجومات أردون بن ألفونسو، ويعني هذا وجود نوع من التنسيق والتخطيط المسبق بين أردون بن ألفونسو وابن مروان ضد أمازيغ مكناسة الأصنام.

من نتائج الصراع الأمازيغي العربي: لقد ساهمت الحروب الأمازيغية العربية بشكل قوي في صعود ظاهرة العنصرية والعداء العربي على الإنسان الأمازيغي داخل مجتمع عرب الأندلس الذي لم يقتصر على السلطة. ووصل فيروس الحقد والكراهية الشديدة إلى عقليات عامة العرب البسيطة، الشيء الذي أدى إلى تزايد المحن والمآسي الأمازيغية، خاصة لدى الأمازيغ المتواجدين في داخل مناطق الحكم العربي، حيث يعيشون في هذه المناطق أبشع الأحوال ويتعرضون ”للحكرة“ الدائمة والمعاملة القاسية جدا، وشتى أنواع التحقير والتعذيب، إلى درجة أن قالت الكائنات العربية في أمثالها العنصرية اللاإنسانية "البربري والفار: لا تعلمه باب الدار"(36). إضافة إلى هذا، العنصريون العرب بالأندلس لا يتركون فرصة تمر دون الاشتباك مع الأمازيغ والنيل منهم، كما هو الحال حينما "دار بين الطنجيين والملحقين من طوائف الجند عند اجتماعهم بباب السدة من قصر قرطبة تنازع أفضى إلى التصايح، فتطاول بعضهم على بعض، واختلط بهم سواد أهل قرطبة متعصبين، فنالت الطنجيين جراحات فاشية"(37). ونفس الشيء حينما وقع "افتراس وليد بن عبد الملك بن موسى بن الطويل الثغري لقرنه مديان بن الخير بن خزر البربري بمركز رمح أصاب به ما بين كتفيه، فسقط جريحا"(38). وكذلك عندما "قام صراع بين البربر وباقي الجند أثناء استعراض فعوقب البربر بالسجن وربما القتل"(39). وتصاعدت موجة العنصرية العربية الهمجية بشكل قوي جدا، خلال القرن 11م، وبلغت ذروتها عندما قام "الجزار الوحشي" عباد بن المعتمد بالاحتفاظ برؤوس أعدائه الأمازيغ في خزانته للمباهاة بقتلهم(40)، وكذلك عندما قام محمد بن هشام بن عبد الجبار المهدي بتسليط العامة من العرب على دور الأمازيغ فنهبتها وقتلت كل من قدرت عليه رغبة في الجائزة التي خصصها المهدي لكل من قتل أمازيغيا(41). وعندما نشبت الحرب بين الجيوش الأمازيغية وجيوش المهدي حاكم قرطبة، ومحاصرة هذه الأخيرة من طرف الجيوش الأمازيغية، قامت المافيا الدينية المشكلة من علماء ومشايخ قرطبة بإصدار فتوى في منتهى الوقاحة، حيث اعتبروا كل من قتله الأمازيغ شهيدا!!! وهدرت الدم الأمازيغي!!! فأحد عرب قرطبة "استقبلهم شاهرا سيفه يناديهم: إلي! إلي! يا حطب النار، طوبى لي إن كنت من قتلاكم، حتى قتلوه"(42). ويذكر ابن بشكوال عند حديثه عن أحد هؤلاء ”الشهداء“!! بقرطبة بقوله: "ثم ختم الله له آخر ذلك كله بالسعادة فقتله البرابرة يوم تغلبهم على قرطبة"(43). عقب انتصار الجيوش الأمازيغية على جيوش المهدي، ودخول الأمازيغ للعاصمة قرطبة في شوال 403هـ/1012م، ابرم اتفاق بين الزعماء الأمازيغ وبين أحد معارضي المهدي ويدعى سليمان بن الحكم بن سليمان الأموي الذي يلقب قسرا بـ "المستعين بالله"!!. فحصل هذا الأخير على لقب خليفة الأندلس بتحكمه على قرطبة وبعض المناطق المجاورة، في حين أصبح الأمازيغ يتحكمون في معظم مناطق الأندلس، الشيء الذي شكل عارا وعيبا على لعرب ومهانة لهم، مادام ينظرون إلى أنفسهم نظرة تفوق على الأمازيغ المتغذية من طرف الأساطير التي ذكرناها في السابق، وتعبر عنها بوضوح أبيات لزعيم العنصريين سليمان الأموي، وجاء فيها(44):

فواعجبا من عبشمي مهلـك* يزعم العوالي والمعالي تبربرا

فلو أن أمري بالخيار نبذتهم *وحاكمتهم للسيف حكما محررا

فإمـا حياة تستـلـذ بفقدهمْ * وإما حمام لا نرى فيه ما ورا

وفي أبيات المرتضي جاء فيها(45):

قد بلغ البـربر فينـا وبنا.* أفسد الأحـوال والنظام

كالسهم للطائر لولا الذي* فيه من الريش لما أصمى

فقوموا بنا في شأنهم قومة* تزيل عنا العار والرغما

إما بها نهلك أو لا نرى* رجع الطرف به أعمى

ويورد المقري في هذا الجانب أيضا، أبياتا لأحد المورسكيين العرب العنصريين، يهجو فيها الأمازيغ، جاء فيها(46):

رأيت آدم في نومي فقلت له*أبا البرية إن الناس قد حكموا

إن البربر نسل منك، قال: * حواء طالق إن صحّ ما زعموا

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

مخلفات الإسلام مازالت فيك








لقد فكرت مطولا حول اسباب فشل اللادينيين في تحقيق وجود حقيقي يمنح لهم قيمتهم الحقيقية كمتحررين من الإسلام
ويجعلهم الرواد في اللحاق بالحضارة والمشاركة فيها وفي تقدمها من اجل العلم والمعرفة وصقل السلوك الإنساني حسب معايير حديثة، وارجعتني هذه الأسئلة الى اليوم الذي قررت فيه اعلان إلحادي بعد تمحيص وبحث في التراث الإسلام. رحلة غاصت بي من الإسلام السياسي الى الصوفي انتقالا الى الربوبية الى ان تحررت كليا من الفكرة الرب نحو الإيمان المطلق بالإنسان بكل فضائله وسلبياته، وخاصة حقيقة سعيه نحو الكمال الذي لا يمكن ان يصله لأن الكون ازلي ومن يصل ينتهي.



عندما قررت ان أعلن الحادي سنة 1998 جعلتني تلك النشوة الأنية بهواء الحرية الخالص اظن انني قد اصبحت انسانا حرا ومتحضرا، ولكن تلك اللوحة الفسيفسائية اظهرت الثغرات فيها بعد اقل من سنة عندما أدركت ان الإلحاد لوحده لا يكفي للتخلص من الجهل الإسلامي. ومن هنالك ابتدأت مسيرة بحثي ودراستي للتصرفات والأفكار التي غرسها فيا الإسلام منذ نعومة اظفاري محاولا اكتشاف الرواسب التي تثقل اجنحتي فكانت الصدمة التي جعلتني أتخلى عن كل امل في محاولة نزع هذه الثقافة البدوية ولو حاولت طيلة ما بقي لي من عمر.



فقررت التركيز على اهم هذه الرواسب الفكرية والنفسية التي تمنعني من الوصول الى مرتبة الإنسان التي ارجو.



واليكم اهمها والتي ارى ان كثيرا من اللادينيين يكررونها بلاوعي، انها من مخلفات التخلف والانحطاط الأخلاقي الاسلامي العروبي.



انا عربي: لشخص من شمال افريقي ينتسب الى قومية تنتسب الى الإسلام ولها علاقة وثيقة بالجزيرة العربية هو حقيقة مخلفات الإسلام والبعض يحاول ان يتهرب من هذه الحقيقة فيقول انه من اصول تركيا او اوروبيا او قرطاجي الخ… بينما كل هذه القوميات مستعمرة لشمال افريقيا، إذا وجدت ان مصالحتي مع التاريخ والاعتراف بالأصل والهوية الحقيقية مهما حاول الفكر الإسلامي تشويهها هو اول المراحل للتخلص التام من الإسلام.


أكره المثليين: مع الأسف كثير من اللادينيين يواصلون على كرههم ونبذهم للمثليين يحسبون انهم بقولهم هذا يثبتون فحولتهم، ويجهلون تماما ان هذا ليس الا مخلف ديني يتعارض مع الحقيقة الطبيعية والحقوق الإنسانية.



فكر المؤامرة: نعم، لازال الكثير من اللادينيين يعيشون هوس نظرية المؤامرة وان كل العالم يحيك لهم المكائد ويتآمر لاستغلالهم لمحاربة الإسلام. غارقين في هذا الفكر الطفولي لإشباع عقدة النقص بإعطائهم لأنفسهم هذه القيمة الفلكية، وهذا يعيق اي محاولة لإدماجهم في المشاركة بالتقدم الحضاري وإرساء القيم الإنسانية.




العمل من الداخل: هذه أكبر كذبة اسلامية مع الاسف وجهلا يفتخر بها بعض اللادينيين ويكررونها لكي يثبتو وطنتيهم المفقودة، اذ ان الإسلام قد بدء اساسا بدعم و تحالف خارجي و تشمل هذه القاعدة كل الأحداث التغييرية في التاريخ و الحقيقة ان هذا الهاجس و الخوف من العنصر الخارجي هو هوس خطابات الإسلاميين الذين يتنعمون بهذا الدعم مقابل نشر الجهل و الدمار…. الشيعة يدعمهم الشيعة من كل انحاء العالم و كذلك السنة يدعمهم السنة و هكذا لكل الطوائف و الإديان و الإيديولوجيات من المسيحيين الى اليهود الى الشيوعيين الى العروبين الخ الخ … الا اللادينيون عندنا يرفضون الدعم من الخارج، هل تراه جهل منهم و غباء ام هي نزعة عنترية لتبقيهم في القاع ؟؟؟



رضاء الوالدين: كم ضحكت من هذه العبارة التي لازال القاصرون من اللادينيين يكررونها كذريعة لعدم اعلان خروجه من الإسلام ويظل في تلك التمثيلية إرضاءا لوالديه… متى أصبح النفاق عمل نبيلا؟؟ متى أصبح الكذب عملا جيدا؟؟ متى كان ترك الوالدين في ظلمات الجهل حبا لهما؟؟ هذا ليس الا نفاق فكريا لشخص اناني. قبل ان تحرر الاخرين حرر اهلك من الجهل والتخلف الاسلامي على الاقل اتركهم يقبلون بك كما انت دون نفاق وعلمهم يحترموك كانسان هذا ابسط الاشياء.



الغاية تبرر الوسيلة: نحن نعلم ان صفات المسلم تتضمن الكذب سوأ على نفسه ليصدق الترهات الإسلامية وعلى الغير بتزوير الحقائق وخلق القصص الوهمية ونسج الأفلام الهندية والتضليل وكل تلك الألاعيب الدنيئة من اجل الوصول الى غايته الا وهي اثبات صحة الإسلام وان غير ذلك على باطل، ومع الأسف تجد الكثير من اللادينيين يواصلون نفس الممارسات الدينية فتجده يقوم بذلك من اجل دعمه افكاره الضيقة.



الغيرة والفحولة الزائفة
: كثير من اللادينيين يلقى المحاضرات عن الحريات الجنسية والانفتاح ولكن عندما تعلق الأمر بأخوته البنات او امه او ابنته او حتى قريبته يقفز ذلك الرجل الشرقي من الأفلام السورية ويصبح ينضر في الشرف بل وربما اكثرهم تفتح يقول للفتيات من عائلته ان تتستر عند ممارستها حريتها الجنسية بحجة الاحترام.



نعم هذا من رواسب الفكر الإسلامي الذكوري المنحط الذي يعكس عقده النفسية على الجنس الأخر ويساهم في ذلك في تكوين مجتمع منافق الى ابعد الحدود. هل بهذه الطريقة نحرر شعوبنا ؟؟؟



القول عاهرة باحتقار ووصف العهر بعمل شنيع: ما هو العهر ؟؟؟ هو ان تمارس الجنس بمقابل، مهما كان المقابل، من تمارس الجنس من اجل مال او مصلحة خاصة او مركز او حتى زواج او من اجل لقمة العيش او غيرها…



ويطلق عليه عهر رغم انه عمل عادي وقديم تختلف فيه السلعة عن باقي الأعمال فشخص يبيع وقته وجهده واخر عقله واخر يبيع جسده وهنا أجد العقد الدينية لازالت مفعمة بالحياة في عقول اللادينيين الذين يحتقرون العاهرة. والمشكل هو مواجهة الدعارة بأنها عيب وعار ورغم ذلك يقبل عليها نفس الشخص الذي يحتقر العاهرة فالدعارة عمل قديم قدم التاريخ وقد اثبتت بعض الدراسات ان المناطق التي تكون فيها دعارة يكون الناس سعيدين ومنتجين أكثر وهنا اقصد الدعارة سواء للرجل او المرأة.



عداء اسرائيل: او عداء الصهيونية وللعلم الصهيونية هي حركة وطنية من اجل خلق دولة قومية لليهود، وتجد الكثير من اللادينيين لازالوا يدعمون القضية الفلسطينية بدون اي دراسة لحقائق الصراع او فهم تاريخي او حقيقي لهذا الصراع ورغم ذلك لا يتخلص من عقدة التطبيع مع الكيان الصهيوني كما يقولون ويتستر تحت غطاء الحقوقيين وانه انساني ومع كل مظلوم كحجة لعقله اللاواعي كي لا يعترف انه لازال تحت تأثير المخدرات الإسلامية العروبية. شخصيا عندي موقف خاص من اسرائيل ولكن لا أكن اي حقد آو كره للشعب اليهودي ولا أنكر حقه في دولة تجمعه وقد توصلت الى هذه القناعة بعد اخذ ورد وصراع وحوار طويل مع الصهاينة والإسرائيليين بعيدا عن الأفكار الموروثة التي زرعوها فينا مع الحقد والكره.



الازدواجية وانفصام الشخصية: هو مرض عضال ورثنا اياه الفكر الإسلامي و لهذا دائما ما .انصح الشباب من خلفية اسلامية ان يتوجهوا للتعمق في علم النفس لأن امامهم 1600 مليون مريض نفسيا بسبب الإسلام و يتلخص هذا المرض في انفصام الشخصية المزمن، مع الاسف كثير من اللادينيين بعد تحررهم من الاسلام يواصلون على هذه الطبيعة المرضية والتي اعترف انه من الصعب التخلص منها خاصة عندما نكون قد تربينا عليها لمدة طويلة في الاسلام وهي أصعب ما تخلصت منه ولكن اعاني من اللادينيين الذين يحملون هذه الطبيعة ويتعاملون معي على اساس اني اظهر غير ما أبطن وانني اخادع… اطمنهم انني انا كما انا الظهار هو الباطن و اجمل ما وصلت اليه انني لم اشعر بالعار من خطاءي و افكر بصوت عالي.



واختم هذا المقال الصغير واقول لأنني تحررت من إله الاسلام المجرم الماكر المتسلط القاهر … وبعد ذلك وخلال 17 سنوات من الحادي تحررت من اغلب هذه العادات والمورثات المنحطة وأخرى غيرها انني لا أجد متسعا كافيا لذكرها جميعا ولا ادعي الكمال وانما اسعى الى البحث داخلي عن اي من الرواسب الدينية البدوية واحاول التخلص منها حتى لو كان الأمر يقتضي الكثير من الجهد والعمل، ولكن يبقى طموحي للرقي الإنساني وسعيي للحرية الخالصة وان أصل الى تلك المرحلة المستنيرة من الإنسانية والاستقرار الفكري والنفسي.



اشكر صبركم على إطالة المقال والحقيقة انني أحب الكتابة لنفسي بغية ترتيب افكاري وايضا لمن يريد ان يطلع على تجربتي الشخصية وافكاري التي تمثل خلاصة هذه التجربة وطبعا يبقى الباب مفتاحا لنقاشها وتطويرها اذ ان المقدس الوحيد هو الإنسان.


ماسين كريم العبيدي

الغزو العربي لشمال افريقيا

الغزو العربي لشمال افريقيا
كان شعار الدولة الأموية عند سلبهم ونهبهم وسبيهم لبلادنا هو الإسلام أو الجزية أو الحرب. ولكن الحقيقة بأن مئات القبائل اعلنت إسلامها ورغم هذا كانت تدفع الجزية والتي كانت تطلب باللحم (النساء) وليس المال، بل وكان الخلفاء والأمراء يذبحون الالاف الشاة فقط لـِ “الفراء الأبيض” في الوقت الذي يموت الأمازيغ جوعاً.
عندما تقرأ أمهات كتب التاريخ العربية/الإسلامية تجدهم ينسون أو يتناسون سبب فتح/غزو شمال أفريقيا/تامازغا! فتراهم يمجدون إنهزام وتقتيل الأمازيغ على يد عقبة بن نافع وكأنها حرب بين طرفان متنازعان وليست فتوحات لنشر دين الله؟  ويذكرون بكل فخر تقتيله الشديد والذريع والعظيم والفاحش لهم وافنائه للقرى والمدن وتهجير أهلها والتذكير بما سلبوا ونهبوا وتحديد عدد السبايا وموصفاتهن! من جمال النهود والمؤخرات التي كانت تُرسل وفق طلب خليفة المسلمين بل وتحديد ثمنها حيث ذكر بأن ثمن الجارية الأمازيغية كان يبلغ في المشرق ألف دينار أو اكثر وهذا حسان بن نعمان يقدم إلي الخليفة خمسة وثلاثون الف رأس وموسى بن نصير يقدم ستون الف رأس! وعدد الأسرى وقتلهم غيلة على يد من يوصفون بالصحابة () وكيفية دخولهم للمدن عنوة وتخميس الأمازيغ (تحويلهم إلى عبيد). واشتراء القادة العرب بمال كما قام الأمير البيزنطي يليان بأرسال المال إلى عقبة بن نافع فلم يدخل طنجة، لا إسلام لا جزية لا حرب!! يذكر بأن عندما كان موسى بن نصير يجلس مع الجواري والغلمان وصله خبر غزو طارق بن زياد إلى اسبانيا! فغضب غضباً شديده خوفاً من تمكن طارق من الغنائم هناك، فذهب ورائه وعندما وصل إلى اسبانيا عزله عن الجيش ويقال بأنه صفعه، بل وتعذيب وقتل موسى بن نصير نفسه على يد الخليفة الجديد اتهاماً له بإخفاء الغنائم عنه!
هذا المختصر الذي يمكن استخلاصها من كل كتب التاريخ العربية/الإسلامية التي تصف الفتح الإسلامي وصفاً قبيحاً يناقض أهدافه السامية والتي لا تتجاوز كونها خرافات غبية (من قبيل حديث عقبة للحيوانات في الغابة وهروبها منه). الأغلبية تعترف بذلك اليوم واصفة الدولة الأموية بأنها دولة عربية قبلية ولا تمثل الإسلام ولكنهم يتناسون بأنه لولا الدولة الأموية لما تم غزو وإستيطان شمال إفريقيا! ولما انتشر الإسلام في المنطقة؟ وعليه فإن مانعيشه اليوم من تعرب للمنطقة لغوياً وسياسياً وفكرياً يرجع في الأساس إلى غطرسة وجشع الدولة الأموية الباطلة وليس لسماحة وعظمته
عندما خرّب حسان بن نعمان قرطاجنة في حروبه ضد الأمازيغ وانتصاره قرر اعادة بنائها على يد الأسرى فقال لجنوده “ليكون ذلك جارياً عليهم إلى أخر الدهر” اي على الأفارقة.
بدّر سعيد سيفاو

الخميس، 5 نوفمبر 2015

أخلاق الأمازيغ والغزاة الأمويين

أخلاق الأمازيغ والغزاة الأمويين
يفترض المسلم أن “الفاتحين العرب” جاؤوا لنشر الإسلام بأخلاق حميدة ولكن كتب التاريخ الإسلامية تقريباً تقول العكس تماماً، فهي مليئة بقصص حرق القرى وسبي النساء وإبادة القبائل والإغارة على القرى الأمنة، ولكن في هذا المقال القصير سأسرد مجموعة من الإقتباسات من بعض كتب التاريخ توضح مدى الفرق بين أخلاق الزعماء الأمازيغ اكسل وتيهيا ومجرمي الحرب الأمويين عقبة بن نافع وحسان بن نعمان وموسى بن نصير.

الزعماء الأمايغ:
“أما كسيلة فاجتمع إليه جمع كبير فقصد “القيروان” وبها أصحاب الأثقال والذراري من المسلمين. فطلبوا الأمان من كسيلة فأمنّهم. ودخل القيروان واستولى على إفريقية” نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري.
“كان كسيلة في خلق عظيم من البربروالروم فدعا أشرافهم وأكابرهم فشاورهم وقال لهم: إني أردت أن أرحل إلى ممس فأنزلها فإن هذه المدينة (أي القيروان) فيها خلق من المسلمين ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم ”  ” فآمن كسيلة من بقي بالقيروان من المسلمين ” تاريخ إفريقية والمغرب، الرقيق القيرواني، ابن عذارى.
“كانت الكاهنة لما أسرت ثمانين رجلا من أصحاب حسان، أحسنت إليهم وأرسلت بهم إلى حسان” البيان، ابن عذارى
“فالتقوا على (نهر نيني) واقتتلوا أشد قتال رآه الناس فانهزم المسلمون وقتل منهم خلق كثير وانهزم حسان وأسر منهم جماعة كثيرة أطلقتهم الكاهنة” التاريخ الكامل، المجلد الرابع، ابن الأثير.
الفاتحين العرب:
“فخلف عقبة بن نافع جيشه هناك، ثم سار بنفسه و من خف معه أربعمائة فارس و أربعمائة بعير، حتى قدم ودان فافتتحها و أخذ ملكهم و جذع أذنه فقال لم فعلت بي هذا و قد عاهدتني ؟ فقال عقبة فعلت هذا بك أدبا لك إذا مسست أذنك ذكرته فلم تحارب العرب. و استخرج منهم ثلاثمائة رأس و ستين رأسا ثم سألهم عقبة هل من ورائكم أحد فقيل له جرمة و هي مدينة فزان العظمى فسار إليها ثماني ليال من ودان و لما دنا منها أرسل فدعاهم إلى الإسلام فأجابوا فنزل منها على ستة أميال و خرج ملكهم يريد عقبة و أرسل عقبة خيلا فحالت بين ملكهم و بين موكبه فأمشوه راجلا حتى أتى عقبة و قد لغب و كان ناعما فجعل يبصق الدم فقال لعقبة لم فعلت هذا بي و قد أتيتك طائعا ؟ فقال عقبة أدبا لك إذا ذكرته لم تحارب العرب و فرض عليه ثلاثمائة عبد و ستين عبدا و وجه عقبة الرجل من يومه ذلك إلى المشرق. و مضى أمامه إلى قصور كوار فافتتحها حتى انتهى إلى أقصاها و فيه ملكها فقطع أصبعه فقال لم فعلت بي هذا ؟ قال أدبا لك إذا نظرت إلى أصبعك لم تحارب العرب و فرض عليه ثلاثمائة عبد و ستين عبدا”. فتوح إفريقية  والأندلس، ابن عبد الحكم.
“لما دخل حسان بن نعمان إلى القيروان سأل عن أعظم ملك بقي بإفريقية. فقيل له: صاحب قرطاجنة، وهي بلدة عظيمة، ولم تفتح بعد، ولا قدر عليها عقبة. فسار إليها. وقاتل من بها من الروم والبربر أشد قتال. فانهزموا وركبوا في البحر. وسار بعضهم إلى صقلية وبعضهم إلى الأندلس ودخل حسان قرطاجنة بالسيف فقتل وسبي ونهب. وأرسل الجيوش إلى ما حولها. ثم أمر بهدمها فهدم المسلمون منها ما أمكنهم. ثم بلغه أن الروم والبربر قد اجتمعوا في صطفورة وبنزرت. فسار إليهم وقاتلهم، فهزمهم وأكثر القتل فيهم” نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري.
“لما قدم بين يدي الخليفة الوليد قال لمن معه :” ائتوني بالقرب. فأتي بها فأفرغها بين يدي الوليد. فرأى ما أذهله من أصناف الجوهر واللؤلؤ والذهب. فقال حسان: يا أمير المؤمنين إنما خرجت مجاهداً في سبيل الله، ولم أخن الله تعالى ولا الخليفة” البيان، ابن عذارى المراكشي
“في عهد موسى بن نصير (خليفة حسان بن نعمان) قال الليث بن سعد: فبلغ الخمس يومئذ ستين ألف رأس ولم يسمع بمثل هذا في الإسلام.” نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري.
“الخمس أيها الأمير ستون ألفا حقا ثابتا بلا وهم .قال :فلما أتى الكتاب الى عبد العزيز و قرأه ملأه سرورا.” الإمامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري.
“ذكروا أن الجواسيس أتوا موسى، فقالوا له: إن صنهاجة بغرة منهم وغفلة، وإن إبلهم تنتج، ولا يستطيعون براحا، فأغار عليهم موسى ، فقتلهم قتل الفناء، فبلغ سبيهم يومئذ مئة ألف رأس، ومن الإبل والبقر والغنم والخيل والحرث والثياب ما لا يحصى” ابن قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة.
“هو راكب على بغل (موسى بن نصير) اسمه كوكب وهو يجر الدنيا بين يديه جرا، أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والجواهر والتيجان والثياب الفاخرة ومائدة سليمان، ثم استخلف ولده بإفريقية، وأخذ معه مائة من رؤوس البربر، ومائة وعشرين من الملوك وأولادهم، وقدم مصر في أبهة عظيمة” تاريخ الإسلام – الذهبي – ج ٦.
يدّر سعيد سيفاو

لاخطاء اللغوية والإملائية في القرآن - جزء 1

أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله  لوجدو فيه إختلافا كبيرا - سورة النساء    يعتقد معظم المسلمين أن في القرآن سمات رب...