لقد فكرت مطولا حول اسباب فشل اللادينيين في تحقيق وجود حقيقي يمنح لهم قيمتهم الحقيقية كمتحررين من الإسلام
ويجعلهم الرواد في اللحاق بالحضارة والمشاركة فيها وفي تقدمها من اجل العلم والمعرفة وصقل السلوك الإنساني حسب معايير حديثة، وارجعتني هذه الأسئلة الى اليوم الذي قررت فيه اعلان إلحادي بعد تمحيص وبحث في التراث الإسلام. رحلة غاصت بي من الإسلام السياسي الى الصوفي انتقالا الى الربوبية الى ان تحررت كليا من الفكرة الرب نحو الإيمان المطلق بالإنسان بكل فضائله وسلبياته، وخاصة حقيقة سعيه نحو الكمال الذي لا يمكن ان يصله لأن الكون ازلي ومن يصل ينتهي.
عندما قررت ان أعلن الحادي سنة 1998 جعلتني تلك النشوة الأنية بهواء الحرية الخالص اظن انني قد اصبحت انسانا حرا ومتحضرا، ولكن تلك اللوحة الفسيفسائية اظهرت الثغرات فيها بعد اقل من سنة عندما أدركت ان الإلحاد لوحده لا يكفي للتخلص من الجهل الإسلامي. ومن هنالك ابتدأت مسيرة بحثي ودراستي للتصرفات والأفكار التي غرسها فيا الإسلام منذ نعومة اظفاري محاولا اكتشاف الرواسب التي تثقل اجنحتي فكانت الصدمة التي جعلتني أتخلى عن كل امل في محاولة نزع هذه الثقافة البدوية ولو حاولت طيلة ما بقي لي من عمر.
فقررت التركيز على اهم هذه الرواسب الفكرية والنفسية التي تمنعني من الوصول الى مرتبة الإنسان التي ارجو.
واليكم اهمها والتي ارى ان كثيرا من اللادينيين يكررونها بلاوعي، انها من مخلفات التخلف والانحطاط الأخلاقي الاسلامي العروبي.
انا عربي: لشخص من شمال افريقي ينتسب الى قومية تنتسب الى الإسلام ولها علاقة وثيقة بالجزيرة العربية هو حقيقة مخلفات الإسلام والبعض يحاول ان يتهرب من هذه الحقيقة فيقول انه من اصول تركيا او اوروبيا او قرطاجي الخ… بينما كل هذه القوميات مستعمرة لشمال افريقيا، إذا وجدت ان مصالحتي مع التاريخ والاعتراف بالأصل والهوية الحقيقية مهما حاول الفكر الإسلامي تشويهها هو اول المراحل للتخلص التام من الإسلام.
أكره المثليين: مع الأسف كثير من اللادينيين يواصلون على كرههم ونبذهم للمثليين يحسبون انهم بقولهم هذا يثبتون فحولتهم، ويجهلون تماما ان هذا ليس الا مخلف ديني يتعارض مع الحقيقة الطبيعية والحقوق الإنسانية.
فكر المؤامرة: نعم، لازال الكثير من اللادينيين يعيشون هوس نظرية المؤامرة وان كل العالم يحيك لهم المكائد ويتآمر لاستغلالهم لمحاربة الإسلام. غارقين في هذا الفكر الطفولي لإشباع عقدة النقص بإعطائهم لأنفسهم هذه القيمة الفلكية، وهذا يعيق اي محاولة لإدماجهم في المشاركة بالتقدم الحضاري وإرساء القيم الإنسانية.
العمل من الداخل: هذه أكبر كذبة اسلامية مع الاسف وجهلا يفتخر بها بعض اللادينيين ويكررونها لكي يثبتو وطنتيهم المفقودة، اذ ان الإسلام قد بدء اساسا بدعم و تحالف خارجي و تشمل هذه القاعدة كل الأحداث التغييرية في التاريخ و الحقيقة ان هذا الهاجس و الخوف من العنصر الخارجي هو هوس خطابات الإسلاميين الذين يتنعمون بهذا الدعم مقابل نشر الجهل و الدمار…. الشيعة يدعمهم الشيعة من كل انحاء العالم و كذلك السنة يدعمهم السنة و هكذا لكل الطوائف و الإديان و الإيديولوجيات من المسيحيين الى اليهود الى الشيوعيين الى العروبين الخ الخ … الا اللادينيون عندنا يرفضون الدعم من الخارج، هل تراه جهل منهم و غباء ام هي نزعة عنترية لتبقيهم في القاع ؟؟؟
رضاء الوالدين: كم ضحكت من هذه العبارة التي لازال القاصرون من اللادينيين يكررونها كذريعة لعدم اعلان خروجه من الإسلام ويظل في تلك التمثيلية إرضاءا لوالديه… متى أصبح النفاق عمل نبيلا؟؟ متى أصبح الكذب عملا جيدا؟؟ متى كان ترك الوالدين في ظلمات الجهل حبا لهما؟؟ هذا ليس الا نفاق فكريا لشخص اناني. قبل ان تحرر الاخرين حرر اهلك من الجهل والتخلف الاسلامي على الاقل اتركهم يقبلون بك كما انت دون نفاق وعلمهم يحترموك كانسان هذا ابسط الاشياء.
الغاية تبرر الوسيلة: نحن نعلم ان صفات المسلم تتضمن الكذب سوأ على نفسه ليصدق الترهات الإسلامية وعلى الغير بتزوير الحقائق وخلق القصص الوهمية ونسج الأفلام الهندية والتضليل وكل تلك الألاعيب الدنيئة من اجل الوصول الى غايته الا وهي اثبات صحة الإسلام وان غير ذلك على باطل، ومع الأسف تجد الكثير من اللادينيين يواصلون نفس الممارسات الدينية فتجده يقوم بذلك من اجل دعمه افكاره الضيقة.
الغيرة والفحولة الزائفة: كثير من اللادينيين يلقى المحاضرات عن الحريات الجنسية والانفتاح ولكن عندما تعلق الأمر بأخوته البنات او امه او ابنته او حتى قريبته يقفز ذلك الرجل الشرقي من الأفلام السورية ويصبح ينضر في الشرف بل وربما اكثرهم تفتح يقول للفتيات من عائلته ان تتستر عند ممارستها حريتها الجنسية بحجة الاحترام.
نعم هذا من رواسب الفكر الإسلامي الذكوري المنحط الذي يعكس عقده النفسية على الجنس الأخر ويساهم في ذلك في تكوين مجتمع منافق الى ابعد الحدود. هل بهذه الطريقة نحرر شعوبنا ؟؟؟
القول عاهرة باحتقار ووصف العهر بعمل شنيع: ما هو العهر ؟؟؟ هو ان تمارس الجنس بمقابل، مهما كان المقابل، من تمارس الجنس من اجل مال او مصلحة خاصة او مركز او حتى زواج او من اجل لقمة العيش او غيرها…
ويطلق عليه عهر رغم انه عمل عادي وقديم تختلف فيه السلعة عن باقي الأعمال فشخص يبيع وقته وجهده واخر عقله واخر يبيع جسده وهنا أجد العقد الدينية لازالت مفعمة بالحياة في عقول اللادينيين الذين يحتقرون العاهرة. والمشكل هو مواجهة الدعارة بأنها عيب وعار ورغم ذلك يقبل عليها نفس الشخص الذي يحتقر العاهرة فالدعارة عمل قديم قدم التاريخ وقد اثبتت بعض الدراسات ان المناطق التي تكون فيها دعارة يكون الناس سعيدين ومنتجين أكثر وهنا اقصد الدعارة سواء للرجل او المرأة.
عداء اسرائيل: او عداء الصهيونية وللعلم الصهيونية هي حركة وطنية من اجل خلق دولة قومية لليهود، وتجد الكثير من اللادينيين لازالوا يدعمون القضية الفلسطينية بدون اي دراسة لحقائق الصراع او فهم تاريخي او حقيقي لهذا الصراع ورغم ذلك لا يتخلص من عقدة التطبيع مع الكيان الصهيوني كما يقولون ويتستر تحت غطاء الحقوقيين وانه انساني ومع كل مظلوم كحجة لعقله اللاواعي كي لا يعترف انه لازال تحت تأثير المخدرات الإسلامية العروبية. شخصيا عندي موقف خاص من اسرائيل ولكن لا أكن اي حقد آو كره للشعب اليهودي ولا أنكر حقه في دولة تجمعه وقد توصلت الى هذه القناعة بعد اخذ ورد وصراع وحوار طويل مع الصهاينة والإسرائيليين بعيدا عن الأفكار الموروثة التي زرعوها فينا مع الحقد والكره.
الازدواجية وانفصام الشخصية: هو مرض عضال ورثنا اياه الفكر الإسلامي و لهذا دائما ما .انصح الشباب من خلفية اسلامية ان يتوجهوا للتعمق في علم النفس لأن امامهم 1600 مليون مريض نفسيا بسبب الإسلام و يتلخص هذا المرض في انفصام الشخصية المزمن، مع الاسف كثير من اللادينيين بعد تحررهم من الاسلام يواصلون على هذه الطبيعة المرضية والتي اعترف انه من الصعب التخلص منها خاصة عندما نكون قد تربينا عليها لمدة طويلة في الاسلام وهي أصعب ما تخلصت منه ولكن اعاني من اللادينيين الذين يحملون هذه الطبيعة ويتعاملون معي على اساس اني اظهر غير ما أبطن وانني اخادع… اطمنهم انني انا كما انا الظهار هو الباطن و اجمل ما وصلت اليه انني لم اشعر بالعار من خطاءي و افكر بصوت عالي.
واختم هذا المقال الصغير واقول لأنني تحررت من إله الاسلام المجرم الماكر المتسلط القاهر … وبعد ذلك وخلال 17 سنوات من الحادي تحررت من اغلب هذه العادات والمورثات المنحطة وأخرى غيرها انني لا أجد متسعا كافيا لذكرها جميعا ولا ادعي الكمال وانما اسعى الى البحث داخلي عن اي من الرواسب الدينية البدوية واحاول التخلص منها حتى لو كان الأمر يقتضي الكثير من الجهد والعمل، ولكن يبقى طموحي للرقي الإنساني وسعيي للحرية الخالصة وان أصل الى تلك المرحلة المستنيرة من الإنسانية والاستقرار الفكري والنفسي.
اشكر صبركم على إطالة المقال والحقيقة انني أحب الكتابة لنفسي بغية ترتيب افكاري وايضا لمن يريد ان يطلع على تجربتي الشخصية وافكاري التي تمثل خلاصة هذه التجربة وطبعا يبقى الباب مفتاحا لنقاشها وتطويرها اذ ان المقدس الوحيد هو الإنسان.
ماسين كريم العبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق