الخميس، 5 نوفمبر 2015

هل توجد حرية في الإسلام ؟


تعريف الحرية السياسية بصفة عامة دون الدخول في التفاصيل هو أن يكون الشعب حرا في اختيار من يقوده ومن يحكمه، لا يهم كيف نصل لهذه الحرية التي تختلف من مجتمع إلى أخر، وإنما الأهم أن نصل إلبها و أن يشارك ويحس المجتمع أنه اختار من يمثله ويخدم مصالحه ويتكلم باسمه في جميع المستويات الداخلية كانت أم الخارجية، وأن تمثل الحكومة بكل أجهزتها طموح الشعب وتطلعاته وتخدم مصالحه وتحسن وضعيته ومرافقه الاجتماعية وأخيرا أن تكون أغلبية الشعب راضية عن هذه الحكومة والأقلية غير متضررة منها. هذه هي الحكومة الحرة التي تسعى كل الشعوب للحصول عليها.
إن الديمقراطية التي تنادي إليها أوربا ما هي في الحقيقة إلا نوع من أنوع الحرية الغربية تقوم على تاريخها وواقع مجتمعهم. تطورت حسب ظروفهم الخاصة إلى أن وصلت إلى ما وصلت عليه اليوم كأفضل نظام سياسي يطبق الحرية في العالم ولكن ذلك لا بعني ان هذه المحطة الأخيرة التي ستعرفها الإنسانية ولا أن هذا النظام هو الكمال المطلق ولا يعني أنه الوحيد الذي يجب أن تتبعه دول العالم وإلا لا يطلق عليها دول حرة؟ الديمقراطية تجربة غربية ناجحة في الغرب كنوع من أنواع الحرية ويحتوي مثل غيرها على نقط ضعف ونقط قوة كما أن بعض جوانبه تناسب بعض الشعوب وبعض الجوانب الأخرى لا تناسب. أما طريقة تطبيقه فلا يمكن أن تكون مهما كانت الأسباب بالقوة على الشعوب ويجب تكون بطريقة طبيعية ومرحلية أخذا بعين الاعتبار الخصوصيات لكل شعب وطبيعته الفكرية مع ترك الباب مفتوحا للمرونة في التطبيق والوقت الكافي لكي يتقبل الشعب ذلك ويفهم معنى الحرية وخاصة بالنسبة للعالم العربي الإسلامي الذي يسيطر عليه الدين الإسلامي الذي لا يعرف معنى للحرية من الأساس مثله مثل الأديان الأخرى ولكن الإسلام أكثر الأديان يكفر برائحة شيء اسمه حرية خارج حدوده والإطار الذي ظهر فيه.
لماذا الله المزعوم قبل أن يخلقنا لم يخيرنا بين الحياة او عدم الحياة؟ إن الأديان لا تؤمن باختيار الرسول الذي تزعم أن الله أرسله إلى هذه الشعوب وهنا نسأل أين الحرية الإلهية ؟ لماذا هذا الإله لا يخير الشعوب في أن تؤمن به أم لا ؟ فهل هذا الإله لا يعرف معنى الحرية ؟ أم أنه يعرفها ولكن لا يقبل بها ؟ وبالطبع من يؤمن بالله يؤمن أن الله يعرف كل شيء. إذا مادام لم يستشر الشعوب التي سوف يرسل إليها رسولا هذا يعني أن هذا الله لا يؤمن بالحرية وعدم إيمانه بالحرية واضح جلي عندما نشاهد أنه زيادة على أنه لم يخير الشعوب أنه خص رسالته في عائلة واحدة وفي شعوب معينة ولم يرسل لكل الشعوب رسلا وإنما اكتفى بإرسال رسل لليهود والعرب فقط ولم يرسل للشعوب الأخرى وهذا يؤكد انه لا يؤمن بالحرية ولو أردنا أن نتعمق أكثر في ذاته سوف نلاحظ انه هو بحد ذاته لا يقبل النقاش فيما يصدر منه وفرض نفسه إلاه على البشر دون أن يستشيرهم هل يقبلون به اله أم لا ؟ وزيادة على ذلك ليس هناك من ينافسه حتى يمكن لنا الاختيار ففكرة الله بحد ذاتها لا تحتوي على غرام واحد من الحرية وكل القوانين اللتي يتبعونها لا تحتوي على الحرية إذا كيف تطلب من شعب يؤمن بفكرة الله مثلا في العالم العربي الإسلامي الذي لا يعرف للحرية لا لونا ولا طعما أن تحدثه عن الحرية أو أن تطبق عليه الحرية وهو في الأغلبية قطيع يتبعون ما قال العالم الفلاني ويطبقون ما قال لهم الدين فهم ليسوا أحرار في أنفسهم كيف تريدون أن يكون أحرار في مجتمعهم؟
إن المسلمين وطول تاريخهم لم يعرف حكومة حرة من محمد إلى اليوم 1400 سنة من عدم الحرية على جميع مستوياتها الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية و… لم الإسلام يرفض الحديث عن مصطلح الحرية من الأساس وأي مطالب بالحرية يعتبر مارقا وشق عصا الطاعة ويجب محاربته ودمه مباح سواء كان فردا أم جماعة ويجب محاربته وقتله الإسلام يؤمن بالأمة الواحدة الجسم الواحد الرسول الواحد القرآن الواحد الرب الواحد النوع الواحد من العبادات القبلة الواحدة الحج الواحد الصوم الواحد الحكم الواحد القائد الواحد الحاكم الواحد الحياة الواحدة الطريق الواحد حبل الله الواحد العدو الواحد….كل شي يدور حول الواحد احد احد لا احد إلا هو الواحد لا للتعدد لا للإختلاف لا للرأي الآخر لا للنقد لا للمعارضة. الإسلام واضح وأعلنها من الأول لا للحرية نعم للخضوع والاستسلام للإسلام.
وإنني أتعجب اليوم عندما أشهاد شعوبا إسلامية تطالب بالحرية من الحكومات وهي لا تعيش حرة مع من تدعي أنه ربها، كيف تقبل بالإسلام الذي لا يحتوي على غرام واحد من الحرية ولا تقبل بنظام حكم لا يعطيها حريتها ؟ وهذه الشعوب المخدرة بالخطابات الدينية تطالب بالحرية من أجل وضع حكومة إسلامية تمنعها من الحرية في أبسط مرافق الحياة والحكومات الموجودة الآن باستثناء الحكومة السعودية والفكر السلفي الذي يحكمها الذي يعتبر اخسآ وأحقر فكر أنجبه الإسلام والإنسانية في كل تاريخها تعتبر أفضل وأرحم من أي حكومة أسلامية مهما كانت لان على الأقل هناك نوع من الحرية ومن التنفس ليس مثل ما هو الحال لو كانت الحكومة إسلامية مهما ادعت التطور والانفتاح فهي في تركيبتها الإسلامية لا يمكن لها أن تكون حرة أو أن تحترم وتطبق الحرية إلا في إطار مفهومها الضيق المحدود الذي لا يخرج عن إطار الفقه والشرع. إذا المسالة واضحة الإسلام لا يكفي انه لا يؤمن بالحرية وزيادة على ذلك فهو يحارب الحرية ويحارب كل من يطالب بالحرية مهما كانت إذا الإسلام كدين لا يؤمن بالحرية ويكفي للعودة لنصوصه وتاريخه من أول ما ظهر إلى اليوم حتى تتأكد من أن الحرية ليست موجدة في الإسلام.
إذا مادامت الحرية غير موجدة في الإسلام فلماذا تطالب الشعوب العربية الإسلامية بالحرية من جهة ومن جهة أخرى تطالب بعودة حكم الإسلام ؟  أليس هذا تناقض صريح وفصيح من طرف الشعوب الإسلامية ؟ وما هو سبب هذا التناقض هل هو الجهل بحقيقة الإسلام أم عدم فهم لمعنى الحرية ؟ أم نتيجه تضليل الدعاة لمغالطة الشعوب بترديدهم في كل مناسبة أن الإسلام دين سلام و حرية ؟ لو نظرنا إلى الواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي ونسبة الجهل والانغلاق الفكري سوف نقول أن كل هذه الأسباب متجمعة في هذا السبب وهذا التناقض وأي إنسان واع ومتفتح وفاهم لمعنى الحرية لا يمكن أن يطالب بحكم الإسلام وكل مسلم عارف بالإسلام وغير مراوغ لا يقول أن الإسلام دين حرية.
وهنا نصل إلى السؤال المهم والأهم وهو هل يمكن أن نطبق الحرية على الشعوب العربية الإسلامية ؟ أو بطريقة أدق هل يمكن أن نطبق الديمقراطية الغربية على هذه الشعوب ؟ هذه الديمقراطية التي تقوم على نظام الانتخابات ورأي الأكثرية ؟ من وجهة نظري غير ممكن لو طبقت لوجدنا حكومات إسلامية تصل إلى الحكم بسرعة نتيجة الخطاب السياسي الذي يستغل ضعف الناس أمام الدين والفكر الديني حيث أنه عندما يذهب لصندوق الاقتراع يجد نفسه مجبورا لكي يصوت للطرف الإسلامي خوفا من الله لأن هؤلاء يستغلون المخزون الديني لدى الشعوب وإرهابهم بعذاب الله لو لم يصوتوا لهم حتى إن لا يقولوا ذلك صراحة فالمواطن العادي يجد نفسه مجبورا دون أن يشعر خوفا من الله نتيجة الجهل المنتشر في مجتمعاتنا وعدم معرفتهم بحقيقة الدين و عدم معرفتهم مصلحتهم وهذا ليس هو الحال في الغرب الذي عندما يذهب للاقتراع ينظر إلى مصلحته في الدنيا وما يمكن أن يقدم له من سيصوت له بينما المواطن العربي الإسلامي ينظر إلى الآخرة إلى الجنة والنار ويحسب أن الإسلام سوف يعطيه هذا لو صوت لحزب إسلامي وأن الإسلام هو إلهي ولا يمكن أن يظلمه إذا من هنا نقول أن الديمقراطية الغربية لا يمكن لها أن تطبق في بلداننا لان شعوبنا مازلت مخدرة بالخطاب الديني ومازلت جاهلة بحقيقة الإسلام. إذا الحرية الوحيدة التي يمكن أن نسميها حرية في الوقت الحاضر في الدول الإسلامية هي حرية تختلف كليا عن الحرية الغربية هي حرية من أجل السماح للأحرار والمثقفين لفتح عقول شعوبنا قبل كل شيء. إن الدولة الإسلامية الحرة هي الدولة التي لا تسمح لهؤلاء الإسلاميين من الوصل إلى السلطة لان وصولهم يعني موت أي أمل في الحرية. إذا نحن في حاجة إلى حرية من أجل توعية الشعوب والتخلص من وهم الإسلام والنظر إلى الحقيقة والمصلحة الخالية ورفع الجهل وتحرير المرأة من قيود الإسلام بل تحرير الجميع من أسر الإسلام هذه هي الحرية العادلة الحقيقية في العالم الإسلام من أجل ان يمكن لنا بعد ذلك القيام بخطوات أخرى. نحن في امس الحاجة الى ديكتاتورية عادلة،تعيد الاستقرار والامن للبلاد وليس في حاجة الى ديمقراطية ظالمة تنشر الفوضى وعدم الاستقرار الامني.
محمد كريم العبيدي
موقع حركة تغير شمال إفريقيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاخطاء اللغوية والإملائية في القرآن - جزء 1

أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله  لوجدو فيه إختلافا كبيرا - سورة النساء    يعتقد معظم المسلمين أن في القرآن سمات رب...