يفترض المسلم أن “الفاتحين العرب” جاؤوا لنشر الإسلام بأخلاق حميدة ولكن كتب التاريخ الإسلامية تقريباً تقول العكس تماماً، فهي مليئة بقصص حرق القرى وسبي النساء وإبادة القبائل والإغارة على القرى الأمنة، ولكن في هذا المقال القصير سأسرد مجموعة من الإقتباسات من بعض كتب التاريخ توضح مدى الفرق بين أخلاق الزعماء الأمازيغ اكسل وتيهيا ومجرمي الحرب الأمويين عقبة بن نافع وحسان بن نعمان وموسى بن نصير.
الزعماء الأمايغ:
“أما كسيلة فاجتمع إليه جمع كبير فقصد “القيروان” وبها أصحاب الأثقال والذراري من المسلمين. فطلبوا الأمان من كسيلة فأمنّهم. ودخل القيروان واستولى على إفريقية” نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري.
“كان كسيلة في خلق عظيم من البربروالروم فدعا أشرافهم وأكابرهم فشاورهم وقال لهم: إني أردت أن أرحل إلى ممس فأنزلها فإن هذه المدينة (أي القيروان) فيها خلق من المسلمين ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم ” ” فآمن كسيلة من بقي بالقيروان من المسلمين ” تاريخ إفريقية والمغرب، الرقيق القيرواني، ابن عذارى.
“كانت الكاهنة لما أسرت ثمانين رجلا من أصحاب حسان، أحسنت إليهم وأرسلت بهم إلى حسان” البيان، ابن عذارى
“فالتقوا على (نهر نيني) واقتتلوا أشد قتال رآه الناس فانهزم المسلمون وقتل منهم خلق كثير وانهزم حسان وأسر منهم جماعة كثيرة أطلقتهم الكاهنة” التاريخ الكامل، المجلد الرابع، ابن الأثير.
الفاتحين العرب:
“فخلف عقبة بن نافع جيشه هناك، ثم سار بنفسه و من خف معه أربعمائة فارس و أربعمائة بعير، حتى قدم ودان فافتتحها و أخذ ملكهم و جذع أذنه فقال لم فعلت بي هذا و قد عاهدتني ؟ فقال عقبة فعلت هذا بك أدبا لك إذا مسست أذنك ذكرته فلم تحارب العرب. و استخرج منهم ثلاثمائة رأس و ستين رأسا ثم سألهم عقبة هل من ورائكم أحد فقيل له جرمة و هي مدينة فزان العظمى فسار إليها ثماني ليال من ودان و لما دنا منها أرسل فدعاهم إلى الإسلام فأجابوا فنزل منها على ستة أميال و خرج ملكهم يريد عقبة و أرسل عقبة خيلا فحالت بين ملكهم و بين موكبه فأمشوه راجلا حتى أتى عقبة و قد لغب و كان ناعما فجعل يبصق الدم فقال لعقبة لم فعلت هذا بي و قد أتيتك طائعا ؟ فقال عقبة أدبا لك إذا ذكرته لم تحارب العرب و فرض عليه ثلاثمائة عبد و ستين عبدا و وجه عقبة الرجل من يومه ذلك إلى المشرق. و مضى أمامه إلى قصور كوار فافتتحها حتى انتهى إلى أقصاها و فيه ملكها فقطع أصبعه فقال لم فعلت بي هذا ؟ قال أدبا لك إذا نظرت إلى أصبعك لم تحارب العرب و فرض عليه ثلاثمائة عبد و ستين عبدا”. فتوح إفريقية والأندلس، ابن عبد الحكم.
“لما دخل حسان بن نعمان إلى القيروان سأل عن أعظم ملك بقي بإفريقية. فقيل له: صاحب قرطاجنة، وهي بلدة عظيمة، ولم تفتح بعد، ولا قدر عليها عقبة. فسار إليها. وقاتل من بها من الروم والبربر أشد قتال. فانهزموا وركبوا في البحر. وسار بعضهم إلى صقلية وبعضهم إلى الأندلس ودخل حسان قرطاجنة بالسيف فقتل وسبي ونهب. وأرسل الجيوش إلى ما حولها. ثم أمر بهدمها فهدم المسلمون منها ما أمكنهم. ثم بلغه أن الروم والبربر قد اجتمعوا في صطفورة وبنزرت. فسار إليهم وقاتلهم، فهزمهم وأكثر القتل فيهم” نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري.
“لما قدم بين يدي الخليفة الوليد قال لمن معه :” ائتوني بالقرب. فأتي بها فأفرغها بين يدي الوليد. فرأى ما أذهله من أصناف الجوهر واللؤلؤ والذهب. فقال حسان: يا أمير المؤمنين إنما خرجت مجاهداً في سبيل الله، ولم أخن الله تعالى ولا الخليفة” البيان، ابن عذارى المراكشي
“في عهد موسى بن نصير (خليفة حسان بن نعمان) قال الليث بن سعد: فبلغ الخمس يومئذ ستين ألف رأس ولم يسمع بمثل هذا في الإسلام.” نهاية الأرب في فنون الأدب، النويري.
“الخمس أيها الأمير ستون ألفا حقا ثابتا بلا وهم .قال :فلما أتى الكتاب الى عبد العزيز و قرأه ملأه سرورا.” الإمامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري.
“ذكروا أن الجواسيس أتوا موسى، فقالوا له: إن صنهاجة بغرة منهم وغفلة، وإن إبلهم تنتج، ولا يستطيعون براحا، فأغار عليهم موسى ، فقتلهم قتل الفناء، فبلغ سبيهم يومئذ مئة ألف رأس، ومن الإبل والبقر والغنم والخيل والحرث والثياب ما لا يحصى” ابن قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة.
“هو راكب على بغل (موسى بن نصير) اسمه كوكب وهو يجر الدنيا بين يديه جرا، أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والجواهر والتيجان والثياب الفاخرة ومائدة سليمان، ثم استخلف ولده بإفريقية، وأخذ معه مائة من رؤوس البربر، ومائة وعشرين من الملوك وأولادهم، وقدم مصر في أبهة عظيمة” تاريخ الإسلام – الذهبي – ج ٦.
يدّر سعيد سيفاو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق