الاثنين، 9 نوفمبر 2015

ثورة الأمازيغ ضد الخلافة الإسلامية .


وقف‭ ‬ميسرة‭ ‬المطغري‭ ‬على‭ ‬وفد‭ ‬أمازيغي‭ ‬أمام‭ ‬باب‭ ‬الخليفة‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬دمشق‭. ‬طلبوا‭ ‬لقاء‭ ‬الخليفة‭ ‬لعرض‭ ‬تظلماتهم‭ ‬من‭ ‬ولاتهم‭ ‬العرب،‭ ‬فلم‭ ‬يؤذن‭ ‬لهم‭. ‬فعادوا‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬وأشعلوها‭ ‬ثورة ‬دامت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬فصلت‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭

أصبح المغرب، رسميا، بعد سنة 93/711م، جزءا لا يتجزأ من الخلافة الأموية، وولاية تابعة لها. كان والي الخليفة الأموي يستقر في القيروان، العاصمة الإقليمية، ويعين عماله في باقي مناطق الغرب الإسلامي: تلمسان، طنجة، الأندلس، السوس (تعني كلمة سوس خلال تلك الفترة كل ما يقع جنوب واد سبو). بعد موسى بن نصير، «الفاتح» الفعلي للمغرب الأقصى، تناوب على حكم المغرب ثمانية ولاة، تباينت سيرهم وعلاقتهم بسكان البلاد، الأمازيغ.

دخل الأمازيغ الإسلام في أغلبهم وصاروا يشتركون في المعارك التي يخوضها جيش المسلمين، إلا أن علاقتهم بدمشق ظلت متوترة في أكثر الأوقات، بسبب سياسة الولاة الأمويين. رغم ذلك، ظلوا، كما ينقل الطبري‭ ‬في تاريخه، «من أسمع أهل البلدان وأطوعهم»، قبل أن تنفجر ثائرتهم سنة 740م/122هـ، في ثورة شاملة دامت ثلاث سنوات، فصلت المغرب، وإلى غير رجعة، عن الخلافة الإسلامية في المشرق، ودقت مسمارا جديدا في نعش الخلافة الأموية التي لم تستطع الاستمرار سوى سنوات قليلة، حتى دهمتها الرايات السود من خراسان (رايات العباسيين). ثورة أشعلها أمازيغي باسم عربي، ميسرة المطغري، لم يكتب له أن يبقى حيا ليشهد نجاح الثورة، بعد أن قتله رفاقه في منتصف الطريق.



نبدة  عن شخصية 

كان ميسرة المطغري شيخ قبيلته والمقدم فيها، وهي قبيلة مدغرة أو مطغرة، بطن من قبيلة مكناسة إحدى بطون زناتة. قام عبيدة السلمي بتولية أربعة ولات على الأندلس (حيث كانت ولاية الأندلس تابعة لولاية المغرب) وفي عهد هشام بن عبد الملك عزله وولى بدلاً منه عبيد الله بن الحبحاب السلمي الذي كان جائراً مع الأمازيغ مما أدى إلى قيام الثورات في المغرب. فأرسل الأمازيغ ميسرة المضغري على رأس وفد إلى الشام لمقابلة الخليفة هشام بن عبد الملك والشكاية له عن مايحدث لهم من طرف الولاة، كان وزير هشام بن عبد الملك هو الأبرش الكلابيفمنعهم من مقابلة الخليفة. غضب الوفد مع ميسرة وعادوا إلى شمال أفريقيا وأعلنوا الثورة وقتلوا والي هشام بن عبد الملك على طنجة واتبعوا دعوة الخوارج الصفرية وتولى أمرهم ميسرة واحكم قبضته على بلاد الأمازيغ.

مصادر  

يقول ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون

وبلغ الخبر بذلك إلى هشام بن عبد الملك فسرح كلثوم بن عياض في اثني عشر ألفاً من جنود الشام وولاه على إفريقية وأدال به من عبيد الله بن الحبحاب‏.‏ وزحف كلثوم إلى البرابرة سنة 123 هـ حتى انتهت مقدمته إلى وادي سبو من أعمال طنجة فلقيه البرابرة هنالك مع ميسرة وقد فحصوا عن أوساط رؤوسهم ونادوا بشعار وكان ذكاؤهم في لقائهم إياه أن ملؤوا الشنان بالحجارة وربطوها بأذناب الخيل تنادي بها فتقعقع الحجارة في شنانها ومرت بمصاف العساكر من العرب فنفرت خيولهم واختل مصافهم وانجرت عليهم الهزيمة فافترقوا وذهب بلج مع الطلائع من أهل الشام إلى سبتة... ورجع إلى القيروان أهل مصر وأفريقية وظهرت الخوارج في كل جهة واقتطع المغرب عن طاعة الخلفاء ‏..‏ابن خلدون - تاريخ ابن خلدون.[1]



يقول ابن عذاري في كتابه البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب

...وفي سنة 122 كانت ثورة الأمازيغ بالمغرب فخرج ميسرة المدغري وقام على عمر بن عبد الله المرادي بطنجة فقتله وثارت البرابر كلها مع أميرهم ميسرة ثم خلف ميسرة على طنجة عبد الأعلى بن حديج وزحف إلى إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب إلى السوس فقتله ثم كانت وقائع كثيرة بين أهل المغرب الأقصى وأهل أفريقية يطول ذكرها وكان المغرب حينئذ قوم ظهرت فيهم دعوة الخوارج ولهم عدد كثير وشوكة كبيرة وهم برغواطة وكان السبب في ثورة الأمازيغ وقيام ميسرة انها انكرت على عامل ابن الحبحاب سوء سيرته كما ذكرنا وكان الخلفاء بالمشرق يستحبون طرائف المغرب ويبعثون فيها إلى عامل أفريقية فيبعثون لهم الأمازيغ السنيات فلما أفضى الامر إلى ابن الحبحاب مناهم بالكثير وتكلف لهم أو كلفوه أكثر مما كان فأضطر إلى التعسف وسوء السيرة فحينئذ عدة البرابر على عاملهم فقتلوه وثاروا بأجمعهم على ابن الحبحاب. ابن عذاري - البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب



وبعد أن قتل الأمازيغ خليفتهم ميسرة المضغري بايع الأمازيغ على أنفسهم الخليفة خالد بن حميد الزناتي الذي هزم الأمويين وطرد العرب من المغرب وغرب الجزائر إلى الشرق. وتفرق أتباع ميسرة في شتى بلاد المغرب منهم طريف بن ملوك وابنه صالح بن طريف الذين أنشؤوا دولة لهم في تامسنا. قبل ظهور المرابطون كإمبراطورية وحدة المغرب و جزء كبير من إفريقيا و الأندلس, حكم بلاد المغرب الأقصى عدة دويلات أو تجمعات قبلية، أبرزها أربع شوكات قوية لها وزنها:
برغواطة وغمارة ومغراوة في الوسط والشمال وطوائف من الشيعة البجلية والملتمين (قبيلة لمتونة) في الجنوب.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لاخطاء اللغوية والإملائية في القرآن - جزء 1

أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله  لوجدو فيه إختلافا كبيرا - سورة النساء    يعتقد معظم المسلمين أن في القرآن سمات رب...